حكم فعل الاستمناء عن طريق الزوجة

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :
سؤالي هو ما حكم من طلب من زوجته بأن تقوم بعمل العادة السرية له حتى الإنزال وهي تجهل ذلك و تظن أنها نوع من المداعبة له لأنها لا تشاهد المني حيث انه يستخدم مناديل وما الواجب علي الزوج
وإذا لك يكن هناك إنزال بل كان قصده المداعبة.


الجواب :
الحمد لله. لا حرج على الزوج أن يستمني عن طريق الاستمتاع بيد الزوجة لأن ذلك داخل في عموم الأدلة المبيحة للاستمتاع بين الزوجين كقوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ). وقوله تعالى: (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ). وقول النبي صلى الله عليه وسلم في نكاح الحائض: (اصنعوا كل شيء إلا النكاح). رواه مسلم. ولأن الأصل في استمتاع الرجل بامرأته الإباحة فيستمتع منها بأي موضع من جسمها وكيف شاء فلا يصار إلى تحريم صورة معينة إلا بدليل صحيح صريح في الدلالة ولم يرد دليل في الشرع يدل على تحريم ذلك. اللهم ورد في السنة الثابتة فقط تحريم الدبر والمحيض. أما ما سوى ذلك فيوسع فيه ولا يضيق لئلا يقعوا في حرج ولأن الحاجة قد تدعو لذلك كمرض أحد الزوجين وضعفه وتلبسه بعذر مما يتعذر فيها الجماع ولا يتيسر قضاء الشهوة إلا به ويكون في تركه نوع مشقة. ولأنه من جنس الاستمتاع بما دون الفرج بالفخذ والساق والبطن وغيره من أجزاء البدن. وكذلك يباح للمرأة فعل ذلك كالرجل. وقد نص الفقهاء على جوازه وحكى الشوكاني الإجماع فيه. ولا ينبغي التوقف والتحرج في إباحته.

وأما استمناء الرجل بنفسه والمرأة بنفسها دون استمتاع بالآخر ومشاركته بحيث يستعمل يده فقط في استخراج المني فهذا محرم لأنه قضاء للوطر وصرف الشهوة في متعة لم يأذن بها الشرع وهو من التعدي المنهي عنه قال تعالى: (فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ).
والحاصل أن الاستمناء له حالتان:
1- جائز إذا كان عن طريق استمتاع أحد الزوجين بشريكه.
2- محرم إذا كان بفعل الإنسان بنفسه عن طريق يده وغيره.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
9/10/1430