هل الشك في الحدث الأصغر يبطل حكم الغسل

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :
سلام عليكم شيخ
لقيت ايميلك بموقع صيد الفوائد عندي سوال:
هل الشك بالاحداث حدث اصغر اثناء غسل من جنابة يبطل الغسل؟
مجرد شك بانه قطرة او ثنتين نزلن انا عصرت الذكر عسب اتاكد بس مانزل شي على ماعتقد
سموحة و رمضان كريم ينعاد عليكم كل عام و حول.


الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. الشك في خروج شيء من نواقض الوضوء لا يؤثر على الطهارة الكبرى والطهارة الصغرى فلا ينتقض الغسل ولا الوضوء بمجرد الشك هل خرج شيء أم لا لأن اليقين لا يزول بالشك وإنما يزول بيقين مثله. فإذا تيقن الانسان الطهارة فلا يزول بالشك من الحدث وكذلك العكس لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا وجد أحدكم في بطنه شيئاً فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً). رواه مسلم. وللقاعدة المعتبرة عند أهل العلم: (أن اليقين لا يزول بالشك).وقد اتفق عليها الفقهاء.

لكن إن تيقن الانسان خروج ريح أو بول أو غائط منه انتقض وضوئه فقط وغسله من الجنابة باق على طهارته وإنما ينتقض غسله إذا حصل منه شيء من موجبات الغسل كالجماع في الفرج والإنزال والحيض والنفاس هذه الأمور التي تنقض حكم الغسل وتوجب الحدث الأكبر.

ولا يشرع للمسلم التشدد في الطهارة والغلو والعمل بالشك لأن ذلك من الشيطان ويفتح باب الوسواس ويبطل العبادة ومن ولج في هذا الأمر أصبحت حياته جحيما لا يطاق وتلاعب به الشيطان وأضعف عزيمته وصار نهبا للشبهات. ولا يجوز للرجل أن ينتر ذكره أو يعتصره للتأكد من خروج جميع البول لأن هذا العمل محدث ليس له أصل في السنة ويوقع في الحرج والمشقة وما روي في هذا منكر لا يصح الاعتماد عليه وكذلك ما ذكره بعض الفقهاء من بعض التصرفات من النحنحة أو الصعود أو التحرك فتشديدات تنافي سماحة الدين وهي من جنس آصار اليهود الذين عرف عنهم التشديد في باب الطهارة.

والحاصل أن على المسلم أن يعمل باليقين في هذا الباب ولا يبطل طهارته الصغرى ولا الكبرى إلا باليقين الظاهر الذي لا يتطرق إليه الشك ويجب عليه أن يعرض عن الشك ولا يلتفت إليه بقلبه ولا يعمل به مطلقا وأن يحسن التوكل على الله ويستعيذ من وساوس الشيطان ويغلق هذا الباب بالكلية.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
3/9/1430