نذرت فعلا لا أطيق فعله

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :
السلام عليكم أود منكم جزاكم الله أن تستفتوا لي عن امر كثيرا ما يشغلني بارك الله فيكم
أنا قد نذرت أن أصلي 30000 ألف ركعة لو ربي أنقذ أبي من مرض خبيث وفي وقتها استجاب لي رب العالمين كما هو دائما مع عباده .المشكلة أني لم استطع أن أصلي أكثر من 500 ركعة فارجوا أن تسأل لي من أهل الفتوى عن إمكانية وجود حل بديل لنذري.
أنا اعلم قد يكون الأمر شاق عليكم ولكني في بلد لا أثق بمن يفتيني بهذا الأمر فأرجو إن تسعفني بهذا جزاك الله خيرا في الدنيا والآخرة.
والسلام.


الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. بداية دلت السنة على أنه يكره للإنسان أن ينذر نذرا في جميع الأحوال لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النذر وقال: إنه لا يرد شيئا إنما يستخرج به من البخيل).متفق عليه. فلا ينبغي للمسلم أن ينذر سواء كان ذلك مطلقا ابتداء منه أو مقيدا بحصول شيء من القضاء كأن يعلق نذره على نجاح أو حصول رزق أو قدوم غائب أو سلامة عزيز ونحوه. وإنما كره فعل النذر لأن فيه معنى المنة والمعاوضة والاشتراط والحرج لأنه يكلف نفسه أمرا ويوجبه عليها وقد يكون فعله فيه مشقة أو لا يتمكن من فعله بالكلية. والمشروع للمسلم أن لا يقيد نفسه بنذر بل يتطوع بالعبادات البدنية والمالية متى ما تيسر له الأمر وكان فارغا ونشيطا على ذلك.

ويجب على الناذر أن يفي بنذره إذا كان طاعة وقادرا على فعله وأدائه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من نذر أن يطيع الله تعالى فليطعه ومن نذر أن يعصي الله تعالى فلا يعصه). رواه البخاري. أما إذا كان النذر يتعذر الوفاء به لعدم الاستطاعة عليه أو لحصول المشقة الظاهرة أو يترتب عليه ضرر فلا يلزم الوفاء به ويجب عليه حينئذ أن يكفر كفارة يمين وهي: إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة فإذا لم يجد فصيام ثلاثة أيام. لما روى مسلم في صحيحه عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كفارة النذر كفارة اليمين).

فعل هذا إذا كان هذا النذر لا تطيقه لم يلزمك الوفاء به ووجب عليك كفارة يمين وبهذا تبرأ ذمتك إن شاء الله ولا يلزمك شيء آخر. وأنصحك بترك النذر مطلقا في جميع الأحوال حتى لا تشق على نفسك وتوقعها في الحرج وأنت في غنى عن ذلك.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.


خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
17/5/1430