حكم المعاونة في تسويق الخمر

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شيخنا الفاضل بارك الله فيكم.
زوج أختي يعمل في إحدى الشركات هناك مسئول عن السماح بكل ما تحتاجه الشركة من أدوات كهربائية أجهزة معدات كذلك حاجات المطبخ وغير ذلك. سافر هذا الموظف لمدة أسبوع وأوكل زوج أختي مهمة استلام القوائم والتوقيع عليها.
لفت نظر زوج أختي أن من ضمن القائمة المطبخ الخمر.
سؤاله فضيلة الشيخ هل يجوز أن يوقع على قائمة المطبخ التي فيها الخمر فترة استلامه هذه المهمة التي مدتها أسبوع.
جزاك الله خيرا.

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. يحرم على المسلم المساهمة في تسويق الخمر وترويجه بأي وجه من الوجوه سواء كان مشاركا في صناعته وبيعه وتسويقه والدعاية له أو متسببا في ذلك سببا ظاهرا فلا يجوز أن يكون وسيطا أو وكيلا أو معاونا على هذه المعصية الكبيرة التي هي أم الخبائث ولذلك حرم الشارع الحكيم المشاركة في ذلك مطلقا لما روى ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أتاني جبريل عليه السلام فقال: يا محمد إن الله عز وجل لعن الخمر وعاصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومبتاعها وساقيها ومسقاها). رواه أحمد.

وكتابة العقد في شراء الخمر وتوثيقه داخل في حكم التحريم ولذلك لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتب الربا وموكله وشاهديه.

فعلى هذا يحرم على زوج أختك إمضاء هذا العقد المشتمل على شيء من الخمر والواجب عليه أن يمتنع من ذلك ويحاول الاعتذار بطريقة أو أخرى وأنصحه بترك العمل في هذا المجال لما فيه من الشبهات والبحث عن عمل آخر حلال لا شبهة فيه على حسب الاستطاعة والوسع ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب.

وينبغي على المؤمن المتورع في كسبه ورزقه أن يجتنب المجالات والأعمال التي تكثر فيها الشبهات وتعظم فيها الفتن كبعض أعمال السياحة والإعلام. وغيرها.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.


خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
الرياض:28/12/1429