هل أصوم واحدا وثلاثين يوما

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاكم الله خير الجزاء وأنعم عليكم وفتح لكم وجعلكم سببا لمن اهتدى
عندي لك سؤال يا شيخنا أحتاج منك اجابه عليه لو تكرمت
بدأنا الصيام في أوروبا قبل بعض الدول العربيه بيوم وأنا الان سوف أسافر الى احدى هذه الدول كي أقضي اجازة عيد الفطر هناك وفي هذا البلد صاموا بدأوا الصيام بعدنا بيوم واحد ؛ وأنا عازم باذن الله على التواجد بهذا البلد حتى ما بعد عيد الفطر أي اننى سأمكث هناك حتى ثبوت رؤية شوال فماذا أفعل اذا كان رمضان بهذا البلد ثلاثون يوما فأنا بذلك اذا صمت سأكون تخطيت بصيامي حاجز الثلاثون يوما أي انني سأصوم 31 يوم بهذا الشكل ؟
أما اذا أفطرت هذا اليوم فسوف أخالف الجماعه التي سأكون وسطهم ؟
أفتني يا شيخ أثابك الله جل علاه وأكرمك.


الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. إذا ابتدأ المسلم الصوم في بلد ثم انتقل إلى بلد مسلم آخر صار حكم صومه مرتبطا بجماعة البلد الثاني الذين تحول إليهم لا من ابتدأ معهم فيجب عليه إلتزام الصوم معهم ولا يفطر حتى يفطروا وإن زاد صومه على الثلاثين لقول النبي صلى الله عليه وسلم:: (الصوم يوم تصومون ، والفطر يوم تفطرون ، والأضحى يوم تضحون). أخرجه الترمذي وقال حسن غريب. وقوله صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته). متفق عليه. ولأن العبرة بالصوم الشرعي هو ما وافق فيه المسلم الجماعة في ابتدائه ونهايته لا ما فعله انفرادا عنهم ولهذا نص الفقهاء على عدم إجزاء صوم المنفرد وفطره إذا رأى الهلال وحده ولم يعتد الجماعة بقوله. أما إذا أفطر معهم وكان مجموع صومه أقل من تسع وعشرين بيوم أو يومين وجب عليه شرعا إتمام الصوم لتسع وعشرين لأن الشهر شرعا أقله تسع وعشرون لقوله صلى الله عليه وسلم: (الشهر هكذا وهكذا وهكذا يعني ثلاثين. ثم قال وهكذا وهكذا وهكذا يعني تسعا وعشرين يقول مرة ثلاثين ومرة تسعا وعشرين). متفق عليه من حديث ابن عمر. فعلى هذا يلزمك متابعة الجماعة الثانية الذين انتقلت إليهم ولا يجوز لك مخالفتهم في الفطر بل تفطر معهم ولو جاوز صومك الثلاثين يوما.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.


خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
الرياض:20/10/1429