راتبي ضعيف هل آخذ من الزكاة

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :
السلام عليكم،أنا مدرس ولكن راتبي ضعيف فهل يجوز أن آخذ زكاة؟ولكم مني عظيم الشكر.


الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. الزكاة تولى الله عز وجل تحديد مصارفها بنفسه في قوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ). ولا يجوز صرف الزكاة في غير هذه المصارف الثمانية من الأعمال الخيرية والنشاطات الإنسانية.
ومن هذه المصارف المتفق عليها المسكين وتعريفه في عرف الفقهاء هو من كان عنده مال أو مصدر رزق لكن لا يكفي لسد جميع مصالحه وحوائجه الأصلية من مسكن وخادم ونفقة للأهل ومصاريف المنزل ووسيلة النقل ونحو ذلك مما تتطلبه الحياة المعاصرة إما لقلة الإيراد أو لكبر العائلة أو لإلتزام بسداد دين أو غير ذلك من الأسباب المعتبرة التي توقع الشخص في حرج ومشقة ظاهرة. قال السفاريني في غذاء الألباب: (وفي اصطلاح الفقهاء الفقير من وجد أقل من نصف كفايته أو لم يجد شيئا أصلا. والمسكين من وجد نصف كفايته فأكثر . فالفقير أشد احتياجا من المسكين عندنا على الصحيح). وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم حال المسكين بقوله: (ليس المسكين الذي يطوف على الناس، ترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين: الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن به فيتصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس). متفق عليه.
وتحديد الكفاية يرجع إلى العرف وحال الشخص والوضع الاقتصادي في البلد فينبغي مراعاة ذلك وما يجد على الناس من أحوال كغلاء السلع وارتفاع الإيجار وقلة الفرص الوظيفية. فمن كان راتبه ضعيفا لا يكفي لجميع نفقاته أو راتبه متوسط لكنه متورط في ديون والتزامات للآخرين تستغرق نصيبا كبيرا من راتبه جاز له أن يأخذ من الزكاة ما يحصل به كفايته لمدة سنة وكذلك يأخذ في السنة الثانية ما دامت الحاجة قائمة في مذهب جمهور الفقهاء وذهب الشافعي إلى جواز أخذ ما يحصل به الغنى كشراء منزل وإيجاد صنعة ونحو ذلك وهو رواية عن أحمد واختاره ابن تيمية. فإذا استغنى وحصلت له الكفاية وجب عليه الامتناع عن الأخذ من الزكاة لأن الزكاة لا تحل لغني ولا لقوي مكتسب يجد ما يكفيه ويقوم بمصالحه.
فعلى هذا يجوز لك الأخذ من الزكاة إذا كان هذا الوصف متحققا فيك. وأسال الله أن يوسع رزقك ويفتح عليك من فضله الواسع.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.


خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
الرياض: 2/10/1429