حكم مس الذكر في الصلاة

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :
الـسلام عليكــم
عندي سؤال يا شيخنا أكرمك الله وأرجوا من الله جل علاه أن أجد اجابته لديك
هل اذا وضعت يدي اثناء ادائي الصلاه على ذكري او على احدى الخصيتين او في اي مكان بمنطقة العانه بدون أي قصد مني بغرض الحكه تبطل صلاتي ؟
علما بانها حركه لا اراديه تصدر مني عندما أحس بالرغبه في الحك او الهرش في هذه المنطقه

وجزاكم الله عنا خير الجزاء

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. اختلف الفقهاء في مس الذكر داخل الصلاة وخارجها هل هو ناقض للوضوء أم لا على ثلاثة أقوال منهم من ذهب إلى كونه ناقضا مطلقا ومنهم من لم يره ناقضا ومنهم من فصل فقال إن مسه لشهوة كان ناقضا وإلا فلا. والصحيح أن مس الذكر ناقض للوضوء مطلقا سواء كان ذلك لشهوة أم لا وهو مذهب جمهور الفقهاء مالك والشافعي وأحمد لما ثبت في الخمسة من حديث بسرة بنت صفوان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من مس ذكره فليتوضأ ). وقال البخاري : (هو أصح شيء في هذا الباب). وهو ناقل عن الأصل فوجب المصير إليه ولأنه لم يرد دليل صحيح صريح يدل على نسخه أو تقييده بالشهوة وقد روى النقض بالمس بضعة عشر صحابيا. أما ما رواه طلق بن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له في الرجل يمس ذكره في الصلاة أعليه الوضوء قال : (لا إنما هو بضعة منـك). رواه الأربعة. فهذا ظاهره يدل على أن مس الذكر ليس بناقض لكنه لا يصح الاستدلال به ولا يقوى على معارضة حديث بسرة لأنه حديث ضعيف أعله الأئمة الشافعي والدارقطني وغيرهم لأنه من رواية قيس بن طلق جهله البخاري وضعفه أبو حاتم وأبو زرعة وقال فيه ابن معين: (لا يحتج بحديثه). ورجح أحمد غيره عليه.
والصحيح أن هذا الحكم خاص بمس الذكر باليد مباشرة سواء كان بظاهرها أو باطنها ويدخل في معناه مس حلقة الدبر أما إذا مسه بحائل أو مس عضوا آخر كالخصيتين وغيرها فلا ينتقض الوضوء بذلك. قال ابن قدامة: (لا ينتقض الوضوء بمس ما عدا الفرجين من سائر البدن، كالرفع والانثيين والإبط في قول عامة أهل العلم). والمرأة في ذلك كالرجل في المشهور عند الفقهاء للخبر.
فعلى هذا إذا مسست ذكرك في الصلاة بطلت لفوات شرط الطهارة ولو كان ذلك بغير قصد منك فإن حصل ذلك منك فانصرف عن الصلاة ثم توضأ واستأنف الصلاة من جديد.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.


خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
الرياض:16/9/1429