سفر المرأة بلا محرم لانشغال الزوج

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :
جزاكم الله خيرا لو أجبتم عن هذا السؤال الذي أنا في أمس الحاجة إليه والسؤال هو إنني امرأة مقيمة في كندا مند حوالي 4 سنوات ولقد توفي أبي وأنا في غربتي والان امي امراة مسنة وانا في شوق شديد لها زوجي مشغول و لديه ما يمنعه من السفر معي والطريق طويلة ولابد من تغيير الطائرة وقد تستغرق الرحلة كاملة 12 ساعة انا اعلم انه لايجوز لي ان اذهب بدون محرم ولكن ماذا اذا كان هناك رفقة امنة ناس تقات يمكن الذهاب معهم او ان تاتي احد اخوتي في البلاد التي تتغير فيها الطائرة مع العلم بان لي من الاطفال 3 الكبرى 12 سنة وابني 10 سنوات وطفلة صغيرة
هذه فتوتي وكل ضروفي ارجومن الله ان اجد عندكم الجواب الشافي
لاحرمكم الله الفردوس الاعلى


الجواب :
الحمد لله. لا يجوز للمرأة أن تسافر مسافة قصر بلا محرم مطلقا في جميع الأحوال إلا في حالة الضرورة وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك في أحاديث كثيرة كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلاّ مع ذي محرم عليها ) ، ولم يستثن الشارع حالة بل أمر المرأة بالمحرم حتى في سفر العبادة كما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم ولا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم ، فقام رجل فقال: يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجة وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا فقال: انطلق فحج مع امرأتك ) ، واتفق الفقهاء على تحريم ذلك إلا في سفر الحج والعمرة والصحيح أن النهي عام في كل سفر وفي كل وسيلة وليس مع من رخص للكبيرة في سفر الحج أو رخص في سفر الطائرة دليل يصح الإعتماد عليه بل قوله مخالف للسنة الصريحة ، وإنما يرخص للمرأة في ذلك في حالة الضرورة والمشقة الظاهرة كالمهاجرة بدينها من بلد الكفر والمنقطعة في السفر ونحو ذلك مما يلحق المرأة مشقة ظاهرة في ترك السفر بلا محرم ، ولا يظهر لي أختي الكريمة أن حالتك تدخل في حكم ذلك وإنما هي مجرد حاجة فلا يجوز لك السفر بلا محرم لأجل ذلك.
ولا شك أن سفر المرأة بلا محرم مشتمل على مخاطر ومفاسد لا سيما مع طول المسافة وفساد الزمان وتغير الناس وغلبة الشهوات عليهم ، وقد يعرض للمرأة مواقف صعبة يسببها للحرج واستغلال أصحاب القلوب المريضة.
فأنصحك أختي الكريمة بالصبر والالتزام بأحكام الشرع حتى تتيسر ظروف زوجك أو أحد محارمك ، وينبغي على زوجك أن يفرغ نفسه ويبذل الأسباب لتيسير زيارتك لأمك وصلتها لأن ذلك من المعاشرة بالمعروف.


بقلم : خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com