هل تجوز مطالبة المعسر ؟؟؟؟
في حالة احتياجي لمالي و نفاد المدة التي قرر أن يسدد لي فيها المبلغ ؟
جزاك الله خيرا
الجواب :
وجزاك الفردوس الأعلى وأحسن إليك
أولا : لا بُـدّ أن يُعلم أن هناك فرق بين المعسر الذي لا يستطيع الوفاء ،
وبين الغني المماطل .
فالأول هو المعني بقوله عز وجل :
{وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا
خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }
قال الإمام النووي - رحمه الله - : وأن المعسر لا تحل مطالبته ولا ملازمته
ولا سجنه .
ثم نسب هذا القول إلى جمهور العلماء .
وقد ورد في فضل إنظار المعسر قوله عليه الصلاة والسلام : تلقّت الملائكة روح
رجل ممن كان قبلكم ، فقالوا : أعملت من الخير شيئا ؟ قال : لا . قالوا : تذكر
. قال : كنت أداين الناس فآمر فتياني أن ينظروا المعسر ، ويتجوزوا عن الموسر
.قال الله عز وجل : تجازوا عنه . متفق عليه .
كما ورد الحث على وضع شيء من الدّين ليستطيع المدين السداد
فهذا كعب بن مالك لما تَقاضى ابنَ أبي حَدْرَدٍ دَيناً كان له عليه في
المسجدِ فارتَفَعَتْ أصواتُهما حتى سَمِعَها رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم
وهو في بيتهِ ، فخرجَ إِليهِما حتى كشفَ سِجْفَ حُجرَتهِ فنادَى : يا كعبُ .
قال : لبّيْكَ يا رسولَ اللّهِ . قال : ضَعْ مِن دَينِكَ هذا . وأَومأَ إِليه
، أَي الشّطرَ ، قال : لقد فعَلتُ يا رسولَ اللّهِ ، قال: قُم فاقْضِه . متفق
عليه .
وأما النوع الثاني ، وهو الغني المماطل
فهذا تجوز مطالبته
ولا يحل له أن يُماطِل صاحبه
لقوله عليه الصلاة والسلام : مَطل الغنيّ ظُلم . متفق عليه .