السلام
عندي سؤال محيرني
ادري ان سماع الاغاني حرام اذا كان فيها فسش و طرب
لكن اذا كانت الاغنيه اجنبية كلاسيكية هادية يعني مو زي الروك اند رول
احس انها عادية ما تناسب اللهو وكلماتها مافيها شي فايش حكم سماع هالنوع مثل
غنية التايتنك؟
الجواب :
وعليك سلام الله ورحمته وبركاته
أما بعد :
فـ
بارك الله فيك وأحسن إليك ورزقك علما نافعا وفقها في الدّين
بالنسبة للغناء من غير موسيقى كرهه كثير من السلف
والكراهة في كلام العلماء المتقدمين تُطلق على التحريم
وقد كثُرت الأقوال عن سلف هذه الأمة في النهي عن الغناء ، وإن كان من غير آلة
موسيقية
قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى :
{وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ
اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ
مُهِينٌ }
هو الغناء وأشباهه .
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : والله الغناء .
وقال رضي الله عنه : الغناء يُنبت النفاق في القلب .
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ليكونن من أمتي أقوام يستحلون
الحِرَ والحرير والخمر والمعازف ، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليه
بسارحة لهم يأتيهم يعني الفقير لحاجة فيقولوا : ارجع إلينا غدا ، فيُبيّتهم
الله ويضع العلم ، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة . رواه البخاري
.
والعَلم هو الجبل .
وقال الفضيل بن عياض : الغناء رقية الزنا .
وقال الخليفة يزيد بن الوليد : يا بني أمية إياكم والغناء ، فإنه يُنقص
الحياء ويزيد في الشهوة ويهدم المروءة ، وإنه لينوب عن الخمر ، ويفعل ما يفعل
السكر ، فإن كنتم لا بُدّ فاعلين فجنبوه النساء ؛ إن الغناء داعية الزنا .
رواه البيهقي في شعب الإيمان .
قال خالد بن عبد الرحمن : كنا في عسكر سليمان بن عبد الملك فسمع غناء من
الليل ، فأرسل إليهم بكرة فجيء بهم ، فقال : إن الفرس لتصهل فيسوق له الرمكة
، وإن الفحل ليخطر فتضبع له الناقة ، وإن التيس فتستحرم به العنز ، وان الرجل
ليتغنى فتشتاق إليه المرأة ثم قال : اخصوهم ! فقال عمر بن عبد العزيز هذا
مثلة ولا يحل فخلى سبيلهم . رواه البيهقي في شعب الإيمان .
قال ابن القيم - رحمه الله - :
حُبّ الكتاب وحُبّ الحان الغناء *** في قلب عبد ليس يجتمعان
وقال : فالغناء يُفسد القلب ، وإذا فسد القلب هـاج في النفاق .
ولا شك أنه إذا كان من خلال آلة موسيقية فهو أشـدّ في التحريم .
قال الإمام البيهقي - رحمه الله - : وان لم يداوم على ذلك ( يعني على الغناء
) لكنه ضرب عليه بالأوتار ، فإن ذلك لا يجوز بحال ، وذلك لأن ضرب الأوتار دون
الغناء غير جائز لما فيه من الأخبار .
وقد يدّعي أقوام أن الموسيقى الهادئة تُريح الأعصاب !
وليس الأمر كذلك ، فقد ثبّت طبيّاً أن النفس تجد الراحة في القرآن وليس في
الغناء
وصدق الله ومن أصدق من الله قيلا ، ومن أصدق من الله حديثاً :
{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا
بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }
ومما هو مشاهد محسوس معلوم
أن من استلذّ بسماع الأغاني لا يُمكن أن يجد حلاوة تلاوة كلام الله عز وجل .
لماذا الغناء يُنبت النفاق في القلب ؟؟
أورد
ابن القيم – رحمه الله – هذا السؤال ثم قال :
فإن قيل : فما وجه إنباته للنفاق في
القلب من بين سائر المعاصي قيل هذا من أدل شيء على فقه الصحابة في أحوال
القلوب وأعمالها ومعرفتهم بأدويتها وأدوائها وأنهم هم أطباء القلوب دون
المنحرفين عن طريقتهم الذين داووا أمراض القلوب بأعظم أدوائها فكانوا
كالمداوي من السقم بالسم القاتل وهكذا والله فعلوا بكثير من الأدوية التي
ركبوها أو بأكثرها فاتفق قلة الأطباء وكثرة المرضى وحدوث أمراض مزمنة لم تكن
في السلف والعدول عن الدواء النافع الذي ركبه الشارع وميل المريض إلى ما يقوي
مادة المرض فاشتد البلاء وتفاقم الأمر وامتلأت الدور والطرقات والأسواق من
المرضى وقام كل جهول يطبب الناس فاعلم أن للغناء خواص لها تأثير في صبغ القلب
بالنفاق ونباته فيه كنبات الزرع بالماء فمن خواصه أنه يلهي القلب ويصده عن
فهم القرآن وتدبره والعمل بما فيه فإن القرآن والغناء لا يجتمعان في القلب
أبدا لما بينهما من التضاد فإن القرآن ينهى عن اتباع الهوى ويأمر بالعفة
ومجانبة شهوات النفوس وأسباب الغي وينهى عن اتباع خطوات الشيطان والغناء يأمر
بضد ذلك كله ويحسنه ويهيج النفوس إلى شهوات الغى فيثير كامنها ويزعج قاطنها
ويحركها إلى كل قبيح ويسوقها إلى وصل كل مليحة ومليح ... وهو جاسوس القلب
وسارق المروءة وسوس العقل يتغلغل في مكامن القلوب ويطلع على سرائر الأفئدة
ويدب إلى محل التخيل فيثير ما فيه من الهوى والشهوة والسخافة والرقاعة
والرعونة والحماقة فبينا ترى الرجل وعليه سمة الوقار وبهاء العقل وبهجة
الإيمان ووقار الإسلام وحلاوة القرآن فإذا استمع الغناء ومال إليه نقص عقله
وقل حياؤه وذهبت مروءته وفارقه بهاؤه وتخلى عنه وقاره وفرح به شيطانه . انتهى
بطوله من كلامه - رحمه الله - .