السلام عليكم ورحمت الله وبركاته0000
بعد السلام والتحيه اود طرح سؤالى الى فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم ....
توجد لى صديقه عزيزه جدا وطلبت منى المساعده فى مشكله كبيره لاكن انا لا توجد
افاده لدى لها واريد الاستفسار حتى افيدها ...
وهذه هى المشكله.........
هى فتاه فى العشرين من عمرها وتحب شاب فى الرابعه وعشرين من عمره وهو بالنسبه
لى ابن خالتى وهو ايضا يحبها جدا وقد تمت الخطبه وقراء الفاتحه من سنتين بعد
معاناه كبيره من والدها الذى كان رافض هذا الارتباط وطبعا حتى يوافق حمل
الشاب كل شىء وكافة الالتزامات وفعلا هو كان موافق وكان على استعداد
ولاكن حدث له ولاهله ظروف ومشاكل ادت الى تخلى اهله عنه0 وهو بالفعل اعتمد
على نفسه وحقق اشياء
كثيره وحده وكانت هى تقف بجانبه وكانت قصة حبهم يشهد عليها الجميع الا الاب
كان يعرقل كل شىء حتى يفسد هذه الخطبه لاكنهم حتى لايتم ذلك تعهدو امام الله
على الحب والوفاء مدى الحياهلا وطلب منها ان يتزوج وحتى لايفرقهم اى انسان
وخصوصا والدها وقال لها تتزوجيننى قالت له نعم وهبتك نفسى وكتب لها ورقه يشهد
فيها
انها زوجته امام الله وقدر لها مبلغ من المال تستحقه فى حدوث اى مكروه ووقع
على ذلك وهى ايضا واخذت هذه الورقه واحتفظت بها حتى الان وبعد شهر من هذا
الزواج اكتشفت انها حامل وقالت له هذا فوقف بجانبه وطمنها
وخفف عنها حتى تم انزال الجنين0وهو مازال يحبها ويحاول بكل استطاعته احلامهم
حتى يتم زفافهم امام الناس جميعا 0لاكن هى اثناء الحمل نذرت نذر وقالت انها
بعد نزول الجنين لن تجعله يقترب منها الا بعد اتمام زفافهم لاكنها لم تفى
بالنذر واقترب منه حتى الان اربع مرات وكل مره يقول لها انت زوجتى امام الله
وانا زوجك0
هذه هى المشكله0
صديقتى الان غير راضيه عن نفسها تشعر باذنب على ما ارتكبت وهى تريد التوبه
الى الله سبحانه وتعالى
وتريد الان تعرف 0000000
اولا
هل هى الان زوجته بالفعل امام الله وكل ما يحدث
بيهم حق له لانه زوجها وهل تمنعها عنه حرام ام هذا الزواج ليس له من صحه
ويعتبر (زنا)0
ثانيا
ماذا تفعل كى تكفر عن زنبها وكى تفى بالندر
الذى ندرته وهو ان لايقترب منها الا بعد زفافهم امام الجميع0
ثالثا
هل لو هذا فعلا زواج فعند كتب الكتاب على يد
المأزون فانه يقول ويكتب فى القسيمة البكر الرشيد على أنها لم يسبق لها
الزواج0لاكنهاليست بكر وتزوجت هذا الشخص الذى سوف يكتب عليها امام الله بينها
وبينه فقط
فهل هذا يبطل عقد القران ويجب ان تقول للمأذون أصلا
فهى فى حيره كبيره جدا وارادت منى المساعده وهى بالفعل معترفه بخطأها وهو
يحاول ان يعجل حتى يتم زفافهم فى اقرب وقت لاكن هى خوفها اكثر ليس من الناس
بل من الله عز وجل
فهى تريد ان تتوب الى الله ولا تريدان تفتقد حبيبها وخطيبها وزوجها
وهو ايضا لا يريدان يبعد عنها او يفتقدها
وان اريد الافاده باقصى سرعه كى افيده
واشكركم جداااااااااااا
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول
الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
أختي الفاضلة سلام الله عليك ورحمته وبركاته أما بعد :
فهذه مسألة شائكة ، من أجل ذلك تأخرت في الإجابة حتى سألت بعض مشايخي عن بعض
التفصيلات فيها .
وأقول :
إن ما وقع بين تلك الفتاة وبين ذلك الشاب هو صريح الزنا ، وإن كانت قد تمّت
الخطبة .
إذ الخطبة لا تُحلّ المرأة المخطوبة للرجل الخاطب
وإنما الذي يُحرّمها هو عقد القران ، أو كتابة الكتاب كما يُسمونه ، وهو عقد
النكاح .
وأما قولها : وهبتك نفسي .
فهذا باطل
لأن هبة المرأة للرجل مختص بالنبي صلى الله عليه وسلم . لقوله تعالى : (
وَامْرَأَة ًمُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ
النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِين َ )
وأما إنزال الجنين فإن كان بعد مضي أربعة أشهر فهو قتل نفس ، وفيه كفارة
القتل العمد .
وبالنسبة للنذر فإن عليها الوفاء به ، وعليها الآن كفارة يمين
وهي كالتالي :
إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة
فإن لم تستطع فعليها صيام ثلاثة أيام .
قال سبحانه :
{لا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ
يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمْ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ
عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ
كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ
أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا
أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ }
وقوله : اتزوجتي أمام الله وأنا زوجك .
فهذا باطل أيضا .
لأن الزواج لا بُدّ فيه من الولي ، ووجود شاهدي عدل .
لقوله صلى الله عليه وسلم : لا نكاح إلا بولي . رواه أبو داود وغيره ، وصححه
الألباني .
ولقوله صلى الله عليه وسلم : أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل ،
فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها ،
فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له . رواه الإمام أحمد وغيره ، وصححه
الألباني .
فعلى هذا للفتاة الآن المهر كاملا - مهر مثلها -
فليست امرأته وإن قالت ما قالت ، وإن قال ما قال حتى تتوافر فيه شروط وأركان
النكاح .
وعليها أن تتوب إلى الله ، وعليه هو التوبة إلى الله مما وقع .
قال سبحانه وتعالى :
{الزَّانِي لا يَنكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا
يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ }
ولا
يصح الزواج بينهما حتى يتوبا إلى الله عز وجل .
وإذا تم عقد النكاح بعد ذلك – أي بعد التوبة – فليس شرطا أن يُكتب في القسيمة
( بِكر ) لأن الأمور مبناها على الستر ، وهو يعرف ذلك .
اسأل الله أن يُصلح أحوالهما
وأن يتوب عليهما .
والله أعلم .