الأخ العزيز صقر مع أجمل تحية
كل عام وأنتم بخير
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وتجاوز عن سيئها
أخي الحبيب :
بالنسبة لأحاديث التسمية على الوضوء
فقد ورد فيها خلاف طويل من حيث ثبوتها من عدمه
وللشيخ أبي إسحاق الحويني – حفظه الله – رسالة بعنوان :
كشف المخبوء بثبوت حديث التسمية عند الوضوء
رجـّـح فيه ثبوت أحاديث التسمية عند الوضوء
وللعلماء في النفي الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم : لا وضوء لمن لم يذكر
اسم الله عليه
وما شابه هذا النفي للعلماء فيه أقوال
وهي تدور على قولين :
الأول : نفي الصحة
والثاني : نفي الكمال
والذي يظهر أنه نفي كمال الوضوء
كما في قوله صلى الله عليه وسلم : لا صلاة بحضرة طعام ، ولا هو يدافعه
الأخبثان .
فهذا نفي كمال الصلاة لا نفي صحتها .
وأما قولك رعاك الله :
لا تسهو ابدا في التسمية قبل الوضوء , فهذا الحديث قاطع صريح , وهو في سنن
ابن ماجة , وسنن بن ماجة من الاصحة التسعة التي يستند عليها جمهور الفقهاء .
فهذا لا يُسلّم لك فيه
ذلك أن إيجاب التسمية على الوضوء محل خلاف بين العلماء
والله سبحانه وتعالى لما أمر بالوضوء لم يأمر بها
ثم إننا إذا قلنا من ترك التسمية على الوضوء وجب عليه إعادة الصلاة فقد أمرنا
بما لم يأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من أصحابه – فيما أعلم
.
ولا أعلم أحدا من العلماء قال بإعادة الصلاة عند نسيان التسمية على الوضوء .
ثم إن سنن ابن ماجه فيها الصحيح والضعيف بل والموضوع كما هو معلوم مقرر عند
أهل العلم .
فليس كل ما ورد في سنن ابن ماجه صحيح .
وليس من الصحاح بل هو من السُّنن .
ولم يشترط الصحة ويوفـِّـي بشرطه سوى البخاري ومسلم
أما ابن حبان وابن خزيمة وغيرهمما ممن اشترط الصحة فلم يوفِّ بما اشترط .
ولذا فهي تشتمل على الصحيح والضعيف .
وأشكر لك هذه المشاركة .