سألت إحدى الأخوات فقالت :
لدي سؤال اسمحوا لي فضيلتكم بسؤاله مع
أنني على استحياء منه لكنه هام ، وهو: هل نزول المذي يوجب الاغتسال ويفسد
الصيام ؟
وجزاكم الله خيرا
-------------
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سبق أن فصلت القول في الخارج من السبيلين ، وأنه عشرة أشياء
والتفصيل تجدينه
= هـُـــنـــا =
وأود الإشارة إلى وجود فرق بين رطوبة فرج المرأة وبين المذي
فالرطوبة قد تكون مستمرة مع المرأة
وأما المذي فإنه لا يخرج إلا عند التفكير أو المداعبة
والمذي لا يوجب الغسل ولا يُفسد الصيام لأنه يخرج من غير اختيار الشخص ، إنما
يكون عند اشتداد الشهوة
والمذي نجس ، بينما الرطوبة طاهرة
وكل من الرطوبة والمذي يوجبان الوضوء .
وهذه الإفرازات ، هي التي تُسمّى عند الفقهاء : رطوبة فرج المرأة
وعند المعاصرين يُطلق عليها : الإفرازات المهبلية
فهذه الصحيح أنها تنقض الوضوء ، ولكن ليست بنجسة .
و المسألة محل خلاف .
فقد قال بعض العلماء بنجاسة رطوبة فرج المرأة .
وقال آخرون بطهارة الرطوبة المذكورة ، وهو اختيار شيخنا الشيخ ابن عثيمين –
رحمه الله – .
كما اختلفوا في نقض الوضوء بالرطوبة
فقال ابن حزم – رحمه الله – بعدم نقضها للوضوء .
وقال الجمهور بأن الرطوبة ناقضة للوضوء ، وهو اختيار شيخنا الشيخ ابن عثيمين
– رحمه الله –
وقد أشكل هذا على بعض الناس : كيف تكون الرطوبة ناقضة وهي ليست بنجسة .
وقد أجاب الشيخ – رحمه الله – على هذا بالقياس ، وذلك أنه قاس الرطوبة على
الروائح التي تخرج من الإنسان ، فقد قال : إنها - أي الروائح – ليست بنجسة ،
ولكنها تنقض الوضوء .
وقرر ذلك في الشرح الممتع ( 1 / 390 –
392 )
فقال – رحمه الله – :
ونقض الوضوء إن كانت مستمرة ( يعني الرطوبة ) فحكمها حكم سلس البول ، أي : أن
المرأة تتطهر للصلاة المفروضة بعد دخول وقتها ، وتتحفظ ما استطاعت ، وتُصلّي
، ولا يضرها ما خرج .
وإن كانت تنقطع في وقت معيّن قبل خروج وقت الصلاة ، فيجب عليها أن تنتظر حتى
يأتي الوقت الذي تنقطع فيه ، لأن هذا حكم سلس البول . انتهى كلامه – رحمه
الله – .
والله أعلم .