زوجتي ترفض مشاركة أهلي

علي بن عبدالعزيز الراجحي

بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال :
 زوجتي ترفض مشاركة أهلي مناسباتهم الاجتماعية مما سبب لي إحراجا كبيرا مع أهلي حيوعلا.ى أقاربي معهم أولادهم إلا أنا , تضل بالشهور الطويلة لا تزور أهلي ولا حتى تسأل عن والدتي الكبيرة بالسن , ودائما تنقص من أهلي أمامي ,مع أن أهلها يحظرون للبيت عندي ولا أرفض بل أرحب بهم، بل سرى هذا الأمر إلى أولادي بسبب عدم تواصلهم مع الأهل ، ما أدري ما الحل مع أن جزئا كبيرا من مشاكلنا بسبب هذا الأمر ؟

الجواب :
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
أخي العزيز أبو عمر من السعودية أهلاً وسهلاً بين أخوانك في هذا الموقع المبارك (مشروع ابن باز الخيري) وخصوصاً في نافذة الاستشارات .
الحمد لله الذي من عليك بالزوجة والذرية وهي من النعم التي تستلزم شكر المنعم جل وعلا .
والحياة الزوجية هي جانب من جوانب الحياة العامة التي يتمتع بها كل فرد منا الذي يتمنى الإنسان الحصول على الاستقرار في جميع جوانب الحياة .
وسفينة الحياة الزوجية قائدها هما الزوجان وركابها هم الأولاد والسفينة معرضه للميل لأحد الجانبين لفترة طويلة أو قصيرة .
ومشكلتك نوع من ميل السفينة عن المسار الصحيح .
أخي أبو عمر قبل طرح بعض الحلول عن مشكلتك أطرح عليك بعض التساؤلات :ـ
• ما درجة تعليم الزوجة ؟
• ما طبيعة بيئة الزوجة الاجتماعية والمالية والتعليمية قبل الزواج وهل هناك اختلاف بينكما بالبيئة ؟
• هل رفض الزوجة من بداية الزواج أم بعد حصول بعض المواقف التي جعلت الزوجة ترفض الذهاب ؟
• ما مدى علاقة زوجتك بأخواتك وأقاربك ؟
• هل تحضر زوجتك مناسبات أهلك الرسمية ؟
هذه التساؤلات لابد من الإجابة عليها حتى تكتمل الإجابة على الاستشارة ، ولكن للسائل حق في الإجابة على سؤاله .
وأنت أخي أشكرك على ما تتمتع به من ترحيب لأهل زوجتك .
وتكن حلول الاستشارة على النقاط التالية :ـ
1ـ الجلوس مع زوجتك للحوار حول عدم ذهابها إلى أهلك وذلك أن تعطيها الوقت المفتوح للتحدث بكل ما لديها من أسباب تمنعها من الذهاب وذلك بمكان بعيداً عن الأولاد مع الحذر من مقاطعها أثناء حدثيها وأن تقوم أنت بكتابة هذه الأسباب ثم مناقشتها بعد ذلك مع الأخذ أثناء المناقشة والمحاولة مع زوجتك من اختيار الكلمات الجميلة والأساليب المحببة .
2ـ أنت أخي لك دور كبير في تحسين العلاقة بين أهلك وزوجتك وذلك من خلال تقديم الهدايا من للطرفين تزعم أنها مقدمة من الطرف الآخر .
3ـ أوصيك بالرفق والصبر والتحمل في سبيل دعوة زوجتك للتواصل مع أهلك لما للرفق من توفيق للأمر لقوله عليه الصلاة والسلام : (إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على سواه ) رواه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها.
4ـ حاول ربطها برفقة صالحة من النساء الخيرات من زوجات أصدقائك ومن تعرف فيهن الخير، وذلك بطريقة غير مباشرة، لا تشعرها أن هذه العلاقة مطلوبة لتستقر أمر أسرتها.
5ـ جعل الله سبحانه وتعالى رضا الزوج عن زوجته سببًا لدخولها الجنة؛ فقد روى الترمذي عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أَيُّمَا امْرَأَةٍ ماتت وزوجُها عنها راضٍ دخلت الجنة) ، وقال لأحد النساء: (انظُري فإنه جَنَّتُك ونارُك) . رواه أحمد والطبراني وصححه الألباني.
وقال صلى الله عليه وسلم : (إذا صلَّتِ المرأةُ خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخُلي الجنة من أي بابٍ شئتِ) رواه أحمد عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.
6ـ وثق علاقتك بالأولاد ووسع عليهم وأجعلهم يقبلون عليك ثم أصحبهم إلى أهلك .
7ـ ما هو موقف أهلك من عدم زيارة زوجتك لهم ؟
8ـ عندما تزور زوجتك أهلك ما مدى الاستقبال هل استقبال حب وفرح واحترام واستبشر أم على الضد من ذلك ؟
9ـ هل لك أخوان متزوجون ، ما هي علاقة زوجاتهم بأهلك ، وعلى الإجابة منك على هذا السؤال تقترب من الحل لمشكلتك .

10ـ وهو أن تربط أحد أخواتك وأقاربك بزوجتك لتقيم العلاقة الجيدة معها .
ولا تنس أخي دعاء الله تعالى أن يهدي الجميع لما يحب ويرضى ، والدعاء بأن يؤلِّف الله تعالى بين القلوب ، وأن يصلح بالهم ، ويهديهم لأحسن الأقوال والأفعال والأخلاق .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
24/12/1430هـ