حادث أثر على مستقبلي

علي بن عبدالعزيز الراجحي

بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال :
أنا شاب أبلغ من العمر27عاماً كنت أعمل بمصر لدى الشركات الخاصة والمصانع فكنت على علاقة ببنت عمى وأراد الله عزوجل أن أتقدم إليها ولكن غادرت مصر لكي أحسن من مستوى المادي وأتزوج بنت عمى التي أحببتها منذ طفولتي ولكن قدري أن أصيب بحادث جعلني غير قادر على العمل ولست أدري ماذا أفعل في هذه المشكلة هل انفصل من الإنسانة التي عشت طول عمري أتمناها أم أصبر والله المستعان وشكراً لحسن متابعتكم وجزأكم الله خيراً


الجواب :
أخي الشاب العزيز
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
وأهلاً وسهلاً بين أخوانك في هذا المشروع المبارك وخصوصاً في قسم الاستشارات والله أسال لك التوفيق وأن يسر لك ما تتمنى من خير الدنيا والآخرة .
جميل أن الإنسان في هذه الحياة أن يحب وأن يترجم هذا الحب واقعاً عملياً من خلال الخطبة ومن ثم الزواج على وفق سنة الحبيب عليه الصلاة والصلاة .
ومشكلتك تنحصر في هل تستمر بهالتوجيهات:تم الزواج أم تعتذر وكل واحد منكما يذهب إلى سبيله.
واسمح لي يا أخي الفاضل ببعض التوجيهات :ـ
1ـ أعلم أخي أن الله سبحانه وتعالى قد قدر كل شيء في على النعمفوظ وأن ما يصيب المسلم في هذه الحياة الدنيا أنما هو مكتوب والقضاء والقدر ركن من أركان الإيمان وهو من أصول الإيمان الستة التي لا يتم إيمان العبد إلا بها ، قال تعالى : ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) سورة الحديد الآية 22 ، وقال تعالى : ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) سورة القمرالآية49 .
والحديث المشهور عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في تعريف الإيمان : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ) رواه مسلم. فعلي أخي أن تصب باليأس ولا تجزع وأحمد الله جل وعلا على النعم .
2ـ هل علمت المرأة بما حصل لك وما هو موقفها لا سيما وهي قريبة لك أبنه عمك ، هل ترغب الاستمرار بالزواج منك أم تريد فسخ الخطوبة منك لابد من الجلوس مع أهل المرأة والمصارحة والوضوح في هذا الشأن لاسيما وهم قريبين منك .
3ـ هل العجز الذي أصبك يمنعك عن عملك السابق أم عن جميع الإعمال حتى التي تتطلب منك الحركة فيه حيث لم تذكر نوع العجز .
4ـ يمكن تبحث عن عمل مناسب لحالك كما يعلن عنها لذوي الاحتياجات الخاصة بالتوظيف خصوصا الأعمال المناسبة لحالك كالوظائف المكتبية .
4ـ جميل أخي أن تعرض نفسك على طبيب مختص يشخص حالتك الجنسية وعلى ضوء النتائج التي الله أسال أن تكون مبشراً لك ومفرحاً لقلبك أن تكون قادر في المستقبل على الإنجاب .
5ـ لا تنسى الاستخارة وهو أن تدعو بعد السلام من الصلاة والأفضل رفع اليدين لأن رفعهما من أسباب اسالحاضر.دعاء ، والدعاء الوارد هو ما ثبت من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقذرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال : عاجل أمري وآجلة فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجلة فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني له قال ويسمي حاجته). رواه البخاري .
6ـ لو لم يحصل الزواج بينكما ، فليس هذه نهاية الدنيا بل يسأل الإنسان الخير أينما هو وليعلم ويدبر ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قول الحبيب عليه الصلاة والسلام (أحفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً ) رواه الترمذي وهو حديث صحيح.
7ـ أن الواجب عليك استغلال الزمن بالمفيد من الإعمال المناسبة لك إذا لم يتيسر لك الزواج في الوقت الحاضر .
8ـ لا مانع شرعاً أن تبحث عن العلاج الطبي وأن تستخدم الرقية الشرعية سواء أن الإيجابية.ى نفسك أو تذهب إلى من تثق به في علمه ودينه لعل الله سبحانه وتعالى أن ييسر لك العافية والصحة التامة .
9ـ حاول أخي ترى الجميل بحياتك لتسعد وأحذر من القنوط وأن تنظر للحياة النظرة الإيجابية .
10ـ لقد وجد في كثير من البلاد من هو مثلك أو أشد ومع هذه يعمل ويعيش مثل غيره من الأصحالدنيا.م الأولاد وأنظر إلى حال كثير من أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة الذين من الله عليكم بالزواج والذرية الصالحة.
11ـ عليك أخي بالدعاء الدعاء في الأوقات الفاضلة المستجابة أن يسير أمرك في هذه الحياة الدنيا .