زوجها مدمن حشيش

علي بن عبدالعزيز الراجحي

بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال :
لدي قريبة جدا" تعاني من زوجها مدمن حشيش منذ 3سنين ولديها طفل عمره خمس سنوات وللأسف أهلها لايساعدونها في حل مشكلته وقد بذلت كل الأسباب من اجل إصلاحه في كل مره يتعهد بترك الحشيش ولكن بدون فائدة وتطور الأمر إلى أسوء فاصبح البت مجمع لهولاء الحثالة حشيش وترك صلاة ماذا تفعل ؟ وأنا خالها ماذا أفعل لها؟ والدها موجود ولكن لايحل ولايربط
ابو محمد العبدكريم العمر:36-40 :السعودية

الجواب :
السلام الله عليك ورحمه الله وبركاته .
أخي العزيز المحب الخير للغير
أهلا وسهلاً بموقعك المبارك (موقع المسلم) والله أسال لكم التوفيق والسداد وأن يثيبك على حرصك على الخير لغيرك وهذا هو شأن المؤمن الحريص على أقاربه.
الله أسال بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يكتب صلاح هذه الأسرة على يديك ويجعلك مباركاً أينما كنت فقد جاء في فضل الإصلاح والسعي فيه ما ثبت عن أبي الدرداء قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(ألا أخبركم بأفضلِ مِنْ درجةِ الصيامِ والصلاةِ والصدقةِ قالوا:بلى قال:إصلاحُ ذاتِ البينِ فإنَّ فسادَ ذاتِ البينِ هي الحالقةُ)أخرجه الترمذي وأبو داود وغيرهما وقال الترمذي حديث صحيح
و حث الله تعالى على الصلح ووصفه بأنه خير من الفراق فقال سبحانه )والصلح خير)سورة النساء:128
قال أنس رضي الله عنه ( من أصلح بين اثنين أعطـاه الله بكل كلمة عتق رقبة ) .
وقال الأوزاعي : ما خطوة أحب إلى الله عز وجل من خطوة من إصلاح ذات البين ومن أصلح بين اثنين كتب الله له براءة من النار .
ويتأكد الإصلاح عندما يكون بين الزوجين .
أخي الفاضل :
أن المشكلة التي تسأل عنها منحصرة في هذا الزوج المتعاطي لهذه المادة التي لا يخفى على عاقل بيان ضررها على الإنسان من جميع جوانب الحياة الدينية والاجتماعية والمادية والنفسية وغير ذلك من الإضرار التي تلحق بالمتعاطي .
والعلاج يتمثل فيما يلي :
1ـ المحاولة الجادة في إبعاد هذا الزوج عن هذه الصحبة السيئة بكل وجه من الوجوه وربطه بأصدقاء صالحين كالمتعافين من المخدرات.
2ـ التقرب منه أكثر وأكثر سواء من أسرته أو أهله أو من أقاربه وذلك من تنمية الجانب الاجتماعي المتمثلة بالعلاقات والمناسبات المختلفة .
3ـ تعزيز الجوانب الإيجابية الموجودة عنده وذكرها في المجالس عندما يحضر لكسب قلب لا سيما عند الأقربين .
4ـ تشجيعه على استغلال أوقاته بالمفيدة من الإعمال سواء المتعلقة بالآخرة أو في أمر من أمور الدنيا لاسيما مما يتفق ما ميوله التجاري .
5ـ سؤال الزوجة التي تعرف كثير من جوانب زوجها سواء كانت الإيجابية أو السلبية ثم وضع خطة منظمة مدروسة لعلاج الزوج من الجانب الطبي و الاجتماعي ....الخ .
6ـ أين دور أهله: والدية وإخوانه لابد من أدخلهم في الحل.
7ـ هل الزوج معجب بشخصية من الشخصيات القريبة له فيمكن الاتصال به إن كان ذات عقل ودين وصلب المساعدة منه في العلاج .
8ـ تنمية أساليب الحب والعاطفة والتودد بين الزوجين ومن ذلك
9ـ أن تحرص الزوجة على إهداء زوجها هدايا حتى وإن كانت رمزية ، كبطاقة صغيرة ملونة كتب عليها كلمة جميلة لها أثرها الفعال فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تهادوا تحابوا) رواه البخاري في الأدب المفرد بإسناد حسن الهدية سبب من أسباب كسب القلب .
10ـ التخلق بالأخلاق الجميلة من التبسم والضحك وحسن التبعل له ابتسامة حلوة ، وكلمة ثناء وشكر عندما يُقدم بشي للمنزل .
11 ـ النظرات العابرة التي تنطق للزوج لابد أن تنم عن الحب والإعجاب ، فالمشاعر بين الزوجين لا يتم تبادلها عن طريق أداء الواجبات الرسمية ، أو حتى عن طريق تبادل كلمات المودة فقط ، بل كثير منها يتم عبر إشارات غير لفظية من خلال تعبيرة الوجه ، ونبرة الصوت ، ونظرات العيون .
12 ـ محاولة الاشتراك معًا في عمل بعض الأشياء الخفيفة كالتخطيط للمستقبل ، أو ترتيب الأثاث ، أو المساعدة في عمل معين ، أو كتابة طلبات المنزل ، وغيرها من الأعمال الخفيفة ، والتي تكون سببًا للملاطفة والمضاحكة وبناء المودة بينكما .
13 ـ الكلمة الطيبة ، والتعبير العاطفي بالكلمات الدافئة والرقيقة كإعلان الحب فهي رسول لا يكلف الإنسان شيء .
14 ـ الجلسات الهادئة بين الزوجين، وجعل وقت للحوار والحديث ، يتخلله بعض المرح والضحك ، بعيدًا عن المشاكل ، وهذا له أثر كبير في الأُلفة والمحبة بين الزوجين .
15 ـ التوازن في الإقبال والتمنع ، وهذه وسيلة مهمة ، فلا يُقبل على الآخر بدرجة مفرطة ، ولا يتمنع وينصرف عن صاحبه كليًا ، وقد نُهِيَ عن الميل الشديد في المودة ، وكثرة الإفراط في المحبة ، ويحتاج التمنع إلى فطنة وذكاء فلا إفراط ولا تفريط ، وفي الإفراط في الأمرين إعدام للشوق والمحبة ، وقد ينشأ عن هذا الكثير من المشاكل في الحياة الزوجية .
16ـ إرسال رسائل حب ومودة للزوج عبر جواله أو أيميله.
17ـ التحية الحارة له عند الدخول والخروج، وعند السفر والقدوم، وعبر الهاتف، وغير ذلك من الوسائل والأساليب التي تغري الزوج وتقربه من أسرته.
18ـ وضع بعض المواد السمعية والمكتوبة النافعة في سيارته أو في أماكن جلوسه في المنزل .
19ـ أعلمي أن الصاحب ساحب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) . (رواه أحمد وأبو داود وحسنه الألباني ) ، ولابد من البحث عن أصدقاء لزوجك فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (الأرواح جنود مجندة؛ ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف ) رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها .
و يقول الشاعر:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكــل قــرين بالمقـارن يقتـدي
20ـ جعل الزوج يعيش راحة نفسية معك فمن ذلك ما كانت تفعله أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مع زوجها النبي صلى الله عليه وسلم وقد استطاعت بهذا الفعل أن تكسب قلب الرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت : كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأطيب ما أجد حتى أجد وبيص الطيب في رأسه ولحيته " وفي لفظ : ( طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي هاتين بأطيب ما أجد ) .
فهذا درساً عمليًا في حسن تبعل الزوجة لزوجها فهي التي تباشر بنفسها من غير أنفة ولا استعلاء، ولا ترفع ولا كبرياء لتطيب زوجها لتشعره بالمحبة والحنان ، والحب و الوئام ، فعملها مؤشر قوي على وجود المحبة ، فهي تترك أعمالها، وتدع أشغالها ، وتقوم من فراشها ، لتتفرغ لزوجها الذي يريد الخروج لمقابلة الناس ؛ فلا تدعه يخرج حتى تقوم هي بتطيبه بيديها وتضع الطيب على لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم ومفارق رأسه ؛ ليكون زوجها في أبهى حلة ، وأجمل زينة ، وأعطر رائحة ، ولم يتوقف الأمر عند الطيب فحسب ، بل تختار أطيب ما عندها .. فهي تجتهد في خدمة زوجها .لتبرهن له مدى حبها له . وفرحها بخدمته وقضاء حاجته..
21ـ التعرف على أسباب ممارسة الزوج لهذه العادة بطريقة غير مباشره .
22ـ عدم التمانع عنه عندما يطلب أمر من الأمور العامة أو الخاصة .
23ـ عدم التضيق منه أثناء الجلوس معه حتى لا يضطر للخروج ويصاحب أصدقاء سيئين .
24ـ أجعله يحرص أكثر على المحافظة على الصلوات الواجبة والمستحبة فإنها معينة على الثبات والاستقامة.
25ـ محاولة تخفيف همومة ومعاونتة في حل مشكلاتة ،ليشعر بمساندتها واهتمامها بة ،فاغلب الازواج يتجهون للمخدرات عموماً للهروب من الضيق والتوتر العصبي .
26ـ حاولي بان تقنعيه ان يحضر لمجمع الامل الطبي وسوف يتعالج باذن الله اذا كان لديه الرغبة الصادقة والعلاج يكون بتمام السرية .
وأخيرا (الدعاء) أدع الله في كل وقت...وخاصة في السجود في ثلث الليل الأخير أن يخلص الله هذا الزوج من أسر هذه العادة السيئة .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين .
26/5/1430هـ