كتب من أسمى نفسه بالصولج مقالا بعنوان :
براءة كتاب عدنان عبدالقادر ( حقيقة الإيمان)
مما نسبته إليه اللجنة الدائمة براءة الذئب من دم يوسف.
وذلك بتاريخ 16/7/2000 ، فكتبت هذا الرد في منتدى الفوائد ، ونقله بعض
الأفاضل إلى شبكة سحاب.
هذا المقال هو من النوع الذي يوصف بأنه : استغفال للقراء !!!
ويتضح هذا لمن طابق بين العنوان والمقال .
فالعنوان :
" براءة كتاب عدنان عبدالقادر ( حقيقة الإيمان ) مما نسبته إليه اللجنة
الدائمة براءة الذئب من دم يوسف"
فكان المتوقع من الكاتب أن يذكر جميع التهم ثم يبين براءة المتهم منها ،
وحينئذ يكون محاميا ناجحا .
والواقع أن الكاتب ترك أهم ما في بيان اللجنة !!!
يقوم بيان اللجنة على محورين رئيسين :
الأول :
قول اللجنة " أن هذا الكتاب ينصر مذهب
المرجئة الذين يخرجون العمل عن مسمى الإيمان وحقيقته وأنه عندهم شرط كمال " .
الثاني :
قولها " وأن المؤلف قد عزز هذا المذهب الباطل بنقول عن أهل العلم تصرف فيها
بالبتر والتفريق وتجزئة الكلام وتوظيف الكلام في غير محله والغلط في العزو "
. ثم قامت اللجنة بضرب أمثلة لذلك .
وهنا تجاهل الكاتب التهمة الأولى
تماما ، وهو مع ذلك يقول : براءة الكتاب مما نسبته إليه اللجنة !!!
ويقول في آخر مقاله : حيث تبين لنا أن الأخ عدنان بريء كل البراءة مما نسبته
إليه اللجنة الموقرة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
إن المدافع الصادق هو من يقول : لا ليس هذا مذهب المرجئة ...
لكن لما كان كلام اللجنة في المحور الأول لا يدخل تحت باب صحة النسبة الى
المؤلف او خطئها ، وإنما هو من باب بيان الحكم الشرعي وتقريره عدل الكاتب عن
التعرض له ، وهذه حيدة غريبة ، جعلت القاريء لا يعرف بوضوح موقف الكاتب من
حكم اللجنة في المسألة .
وصاحب الحق يصدع به ويعلنه في كل ناد ، فليوجه هذا السؤال إلى الكاتب : هل
توافق اللجنة في أصل المسألة أم لا ؟
وبتعبير آخر : هل أنت مع المرجئة أم مع أهل السنة ؟!
أما المناقشة التفصيلية لما اسماه الكاتب
" مراجعة لما جاء في فتوى اللجنة الدائمة بشأن كتاب " حقيقة الإيمان " لعدنان
عبدالقادر"
فلن أضيع وقتي فيها ، لأن القضية قضية
" فهم " لكلام العلماء !!!!!
والمطلع على ما أبداه الكاتب حول كلام شيخ الاسلام ( 7 / 644 ) ، وكلام
الامام ابن القيم يدرك ما يتمتع به الكاتب من درجة الفهم .
ونصوص شيخ الإسلام في هذه المسألة أصرح من أن يختلف حولها اثنان .... لو
العناد والمكابرة ... ومن أراد الوقوف على كثير منها فليرجع الى المناظرة
القائمة بين الاخوين : العبد الكريم وأحمد بن صالح الزهراني في هذا المنبر .
ومع أن الكاتب لم يقف مع كل اتهام بالحذف
والبتر وجه الى المؤلف ، واكتفى بقوله : (ثم ذكرت اللجنة الموقرة أن الأخ
عدنان أخذ في حذف كلام لشيخ الإسلام ، وذكرت في ذلك عدة مواضع ، ولم تذكر
اللجنة هل في هذه المواضع التي تم حذف الكلام منها ذات تأثير أو إخلال أم لا
؟!!)
ولا أدري فرقا بين المواضع التي اجاب عنها والمواضع التي تركها ، والتهمة
واحدة !!!!!
ومع هذا كله يقول " فقد تبين أن اتهام اللجنة الموقرة للأخ عدنان بحذف كلام
الأئمة وبتره لنصرة ما ذهب إليه ليس له أساس من الصحة" !!!!!
فانظر الى هذه الجرأة ..... وهذا الدفاع !!!!!! الميت
وقد استوقفتني عبارة شنيعة جاءت في تعليق
الكاتب على كلام ابن القيم ، وهي قوله
" ويدلك على ذلك ما سطره العلامة ابن القيم نفسه في هذا الموضع قبل عدة أسطر
من الكلام الذي نقلناه عنه ( 109 ) حيث قال : " أن الإيمان قول وعمل ، والقول
قول القلب واللسان ، والعمل عمل القلب والجوارح ، وبيان ذلك أن من عرف الله
بقلبه ولم يقر بلسانه لم يكن مؤمناً ، كما قال الله تعالى عن قوم فرعون ((
وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم )) " .
فالعلامة ابن القيم جعل أصل الإيمان قول وعمل ، وحصر العمل في عمل الجوارح
وهو النطق باللسان والإقرار به كما هو واضح كالشمس في كلامه".
فقوله :
(وحصر العمل في عمل الجوارح وهو النطق باللسان والإقرار به)
من أفسد الكلام وأقبحه ، وهو دليل على أن بعض الناس لا يجوز لهم الخوض في هذه
المسائل ، فإنهم – بسوء فهمهم – يفسدون ولا يصلحون .
والكاتب لما رأى ابن القيم قسم الإيمان الى قول وعمل ، ثم قال : وبيان ذلك
... الخ " فلم يذكر الا قسمين : المعرفة والإقرار باللسان ، دخل عليه الوهم ،
وقال ما قال من الباطل : (وحصر العمل في عمل الجوارح وهو النطق باللسان
والإقرار به)
مع ان ابن القيم صرح بأن قول اللسان من " القول " وليس من " العمل " ، حيث
قال " ، والقول قول القلب واللسان" !!!
ويلزم الكاتب – على فهمه السقيم – أن يقول : وحصر القول في معرفة القلب !!!
وتكون النتيجة : الإيمان : معرفة بالقلب وقول باللسان !!!!!!!!!!
فليهنأ بهذا الفهم .
وقوله
" وحصر العمل في عمل الجوارح وهو النطق باللسان والإقرار به"
يقال فيه أيضا : وأين عمل القلب ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
هل ألغى ابن القيم عمل القلب ؟!!!!!
المعضلة التي لم يفهمها – من يحاكم اللجنة الدائمة في الفهم !!- أن ابن القيم
قعد قاعدة أهل السنة في الايمان ، ثم فرع على جزئية منها وهي " قول اللسان "
فقال : " وبيان ذلك أن من عرف الله بقلبه ولم يقر بلسانه لم يكن مؤمناً"
وهناك جزئيات أخر تتفرع على التعريف :
ومن أقر بلسانه ولم يصدق بقلبه لم يكن مؤمنا
ومن عرف بقلبه ولم ينقد ( عمل القلب) لم يكن مؤمنا
وهذا ما يقر به الاخ عدنان والكاتب فيما أظن ..... ولكنه أتي من فهمه .
ثم انظر الى قبح الدعوى : " ، وحصر العمل في عمل الجوارح وهو النطق باللسان
والإقرار به كما هو واضح كالشمس في كلامه".
قلت :
بل هو مظلم ظلمة شمس الباطل الكاسفة.
ويقال للكاتب أيضا : اذا كنت ممن يفسر قول
أهل السنة : الإيمان قول وعمل .... على ان العمل هو قول اللسان ، فاقرأ ما
يلي :
قال شيخ الاسلام ( 7/255) نقلا عن
الاثرم
" وسمعت أبا عبد الله وقيل له : شبابة
أي شيء تقول فيه ؟
فقال : شبابة كان يدعي الإرجاء . قال : وحكي عن شبابة قول أخبث من هذه
الأقاويل ما سمعت عن أحد بمثله . قال أبو عبد الله : قال شبابة : إذا قال فقد
عمل بلسانه كما يقولون ، فإذا قال فقد عمل بجارحته ، أي بلسانه حين تكلم به ،
ثم قال أبو عبد الله :
هذا قول خبيث ما سمعت أحدا يقوله ولا بلغني .
قيل لابي عبد الله : كنت كتبت عن شبابة شيئا ؟
فقال : نعم كنت كتبت عنه قديما يسيرا قبل أن نعلم انه يقول بهذا .
قلت لابي عبد الله : كتبت عنه بعد؟
قال : لا ولا حرف " انتهى .
وانظر فتح الباري لابن رجب الحنبلي 1/122-123
ولا شك ان قول اللسان عمل كما دلت على ذلك الأدلة ، لكن ذلك ليس هو العمل
المراد في قول أهل السنة : الإيمان قول وعمل !!
قال ابن رجب
" وقد كان طائفة من المرجئة يقولون : الايمان قول وعمل . موافقة لأهل السنة ،
ثم يفسرون العمل بالقول ويقولون : هو عمل اللسان وقد ذكر الإمام احمد هذا
القول عن شبابة بن سوار وأنكره عليه ، وقال : هو أخبث قول ، ما سمعت أن أحدا
قال به ولا بلغني .
يعني أنه بدعة لم يقله أحد من السلف .
لعل مراده إنكار تفسير قول أهل السنة : الايمان قول وعمل بهذا التفسير فإنه :
بدعة ، وفيه عي وتكرير ؛ إذ العمل على هذا هو القول بعينه ، ولا يكون مراده
إنكار ان القول يسمى عملا ...." انتهى المراد من كلام ابن رجب .
وحين قرأت هذا المقال
تذكرت من يتصدى ل " تدريس !!!" هذه المسائل ، وحظه من فهم قول شيخ الإسلام "
ومن الممتنع أن يكون الرجل مؤمنا إيمانا ثابتا في قلبه بان الله فرض عليه
الصلاة والزكاة والصيام والحج ويعيش دهره لا يسجد لله سجدة ولا يصوم رمضان
ولا يؤدي لله زكاة ولا يحج الى بيته فهذا ممتنع ولا يصدر هذا الا عن نفاق في
القلب وزندقة لا مع ايمان صحيح " 7/611
حظه من الفهم ان يقول : فهذا ممتنع ...... كفر الرجل لأنه ممتنع !!!!!!!!!!!!
والعهدة على الناقل ... وهو ثقة .
وأما قول الكاتب : ورحمك الله يا ابن باز
أين أنصار العلماء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فجوابه :
ان يقال : أين احترام العلماء ؟!!!!
وهل هذا الا غمز في مشايخ اللجنة ؟!
لكن مما يقطع دابر المرجفين ان نقول : قد أفتى الشيخ ابن باز مع اللجنة في
كتاب الزهراني ، وأطلق الحكم بأنه يدعو إلى مذهب الإرجاء المذموم دون ان
يناقشه مناقشة تفصيلية كما تريدون .... فرحمك الله يا ابن باز !
وأخيرا ...
وقفت على تعليق لهذا الصولج على مقالي القديم : توضيح لا بد منه للحوار الذي
تم مع الشيخ ابن عثيمن ، لم يكلف نفسه أن يثبت خطئي في تعليق واحد من جملة 15
تعليقا ، لكنه قال ما معناه :
ان الموحد كان موجودا أثناء الحوار الهاتفي فلما ذا لم يتكلم ولم يبين ....
ثم يأتي الآن ويقول : الشيخ يقصد ويقصد .... الخ
والجواب عن ذلك :
ان هذا الكلام " استغفال للقراء " أو ضعف
شديد في الإدراك
فإني لم أجد في كلام الشيخ ابن عثيمين مخالفة حتى أقوم وأعلق !!!!!!!!
وفهمي لكلامه أثناء الحوار ... هو فهمي له أثناء كتابة التعليق ... هو فهمي
له الآن ..
ثم يا " ذكي " هل يتيسر في مثل هذه اللقاءات الهاتفية ان يقوم احد ليعلق
؟!!!!!
ونعوذ بالله من الفتن