المتطاولون على الخليج من أهل مصر

محمد جلال القصاص

بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
المتطاولون على الخليج من أهل مصر

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هديه ، وبعد :ـ
بدأ التهكم على الخليج العربي عموماً والسعودية خصوصاً من فراخ المبتعثين . فيهم ظهرت هذه النظرة الاستعلائية على ( البادية ) وأهلها ، وأذكر على سبيل المثال عباس العقاد في كتابه ( الإسلام في القرن العشرين ) . وعباس العقاد لم يكن محلياً بل كان مستورداً وإن لم تطئ قدمه أرض الغرب . قد كان مستورداً في كل تفاصيل حياته ، في مرحلة الأدب ومرحلة السياسة ومرحلة الكتابة في الدين ، والتفاصيل في كتاب ( عمالة عباس العقاد للفكر الغربي) ، وهذا رابطه .

http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=6308

ولم يكن التهكم يستهدف السعودية كبلد ولا مواطنيها كأفراد وإنما كهوية دينية محافظة ورافضة للتغيير الذي أصاب مصر . فعلة التهكم ثقافية مستوردة لم يمارسها شعب ضد شعب وإنما أفراد .. وتأثر بخطابهم بعض مَن لا يعقلون الكلام .. من جنس تطاول الرجل الأبيض على غيره من رجال ( العالم الثالث ) ؛ ولا أشك في أن ما قد كان يُسمع من أهل مصر من نصف قرن من الزمان سيسمع مثله من الداخل حين يظهر ( متنورون ) و ( بدائيون ) .
ثم جاء التهكم على السعودية خصوصاً ودول الخليج عموماً من ( القوميين العرب ) ما عرف لاحقاً بالناصريين ، وأيضاً لم يكن التهكم يستهدف السعودية كبلد وإنما كهوية دينية محافظة ورافضة للانصياع لنزوات عبد الناصر وصبيانه .
ثم جاء التهكم في مرحلة ثالثة ـ وهي التي نعيشها الآن وتطاير شيء من شررها في هذه المجموعة أمس في المقال المنشور بصحيفة ( المصري اليوم ) ـ من الأزهر ومن الملحدين . !! وأيضاً التهكم لا يستهدف السعودية كبلد وإنما كهوية دينية .
الأزهر في شخص المفتي وشيخ الأزهر ، وهما أعلى سلطة في مؤسسة الأزهر ـ أكبر مؤسسة دينية رسمية إسلامية .
تشغل الدعوة السلفية ( الوهابية السعودية ) غير قليل في اهتمامات شيخ الأزهر فقبل توليه المشيخة كان يعقد حلقات للرد على ( الفكر الوهابي ) ، وبعد توليه المشيخة صرح بأنه في صدد إعداد بعض التدابير الفكرية التي من شأنها أن تتصدى للفكر الدخيل ، ( انظر حواره مع البي بي سي ـ برنامج في الصميم ) . ولا يقصد غير السلفية ، وتدابيره هذه إعلامية .. قناة وكتب .. والرجل فكري ، ويبدو أكثر قوة من غيره ، وعلى من يهتم ويجد وقتاً أن يتحرك ولا يتركه .
والمفتي من وقت لآخر يتطاول على ( شرق البحر الأحمر ) كما يقول هو ، والسبب لا يستهدف الافراد ولا الدولة كدولة ، وإنما عقيدة السعوديين السلفية . فسياق تطاول هذا على أهل السعودية يأتي حال الرد على سؤال يتعلق بعبادة القبور أو عابديها ، أو الربا أو الغناء أو نحو ذلك ممن ظهر تحريمة في السعودية في مرحلة التجديد التي قام بها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب .
والكفرة والملحدين متمثلة في مستنقع ( الحوار المتمدن ) والنصارى الأقباط . وهما شيء واحد ، ولكن ( فاعل ) و ( مُفعَّلٌ ) ، فأرباب ( الحوار المتمدن ) ينفق عليهم مباشرة نصارى مصر ، وينفقون بسخاء ، وينشرون مخرجاتهم ، والمقال الذي نشر في مجموعة الدكتور عبد العزيز قاسم جاء من صحيفة يملكها ( نجيب ساويرس ) ، ولكاتب المقال مناظرة في ( الاتجاه المعاكس ) مع الدكتور الخولي حول تدريس الجنس في المراحل الأولى نشرها النصارى [ راجع مقدمة المناظرة في اليوتيوب تجد شعار الصليب واضحاً ] . وسيد القمني تنشر مخرجاته كلها في ( الحوار المتمدن ) ، ومواضيع هؤلاء ضد الدين الإسلامي ، وضد الدين النصراني على استحياء وبكلمات قليلة يذرون بها الرماد في العيون . ومن حينٍ لحين يخرج من بينهم واحد ويتنصر كما نجلاء الإمام ، ويتحدث من يخالطهم بأن غير قليل من هؤلاء زملاء كاتب المقال نصارى ولكنهم يتحدثون ( كمسلمين ) ليخدعوا الناس .

فمن هؤلاء [ شيخ الأزهر والملحدين مدعومين بالنصارى ] يأتي التطاول على أهل السعودية . فقوموا لهم . وأنتم موفورون لا يقف بطريقكم شيء . قوموا لهم ولا تحملوا في صدركم على العوام . فالعامة تؤتى من أذنها . وقد رأيتم استقبالهم لبضاعتكم ( السلفية ) أو بعض شيوخكم ( عائض القرني في معرض الكتاب مثلاً ) .
قوموا لهم فوالله لا يحل لكم الجلوس عنهم ، فمن يتتبع خطاب النصارى في قنواتهم يجد تحرشاً واضحاً بكم . وقد شرحت هذا الأمر هنا

http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=4797

إن الجلوس عن العدو الخارجي أوجد عدواً داخلياً والعاقل يفهم .

يبقى أن أبين أن الهدف من التهكم الحالي أن يفهم المستهدفون بالخطاب أن الدعوة السلفية في مصر عبارة عن مذهب خاص ببيئة محددة وجاء لمصر ومصر لا يصلح لها مذهباً لم يخرج من بيئتها . وعلى هذه اتكأ من قال فقه الصحراء أو فقه البادية . ليقول ونحن لسنا أهل بداوة لنأخذ بما يأخذون به . وهذا الكلام مردود . فليس ثم ما يختص به أهل البادية ، وأهل البادية في مدن أفضل من مدن غيرهم في مصر والشام والعراق والمغرب ، فليسوا سكان بيوت شعر يرتحلون في الصحراء كما قد يتصور من الكلام . والمفاهيم هي التي تشكل الواقع وليس العكس . وحال المواطن السعودي الآن في بلده يتمناه كل مواطن عربي خارج السعودية ودول الخليج الأخرى المجاورة . وهو ثمرة الامتثال لأحكام الشريعة في بعض جوانب الحياة . وحال المواطن في مصر التي يسيطر عليها ( المتنورون ) والتي ابتعث ابناءها لتطويرها من قرنين تقريبا من الزمن لا يتمناها أي مواطن على وجه الأرض باستثناء بنجلاديش والكام دولة اللي جنبها .!!

هذا ولايسعني الانصراف قبل أبرئ إخواني في الله سلفي السعودية الموجودين الآن من ( تهمة ) نشر السلفية في مصر ، فلا هم ـ حفظهم الله وبارك الله في أعمارنا وأعمارهم ـ الذين كتبوا كتاب التوحيد ولا هم من شرحوه ، ولا هم وزعوه خارج السعودية مجاناً . بل هم من يلحسون ما فعل آباؤهم من قبل في الفضائيات في ( الحياة كلمة ) وغير ( الحياة كلمة ) ، وطيبهم مشغول بالنبتة الخبيثة التي ظهرت في أرضهم . فجيل صنع ، وجيل حافظ ، وجيل يفاخر بما لم يصنع ولم يحافظ عليه ، وجيل يفك عرى ما قد عقد الأولون .

وقد شبت السلفية في مصر واشتدت وأثمرت وأينع ثمرتها ، وما تكلم هؤلاء إلا من مؤلم يعمل في عقولهم وأجسادهم ، وأذكر أن جابر عصفور ـ المشرف على معرض القاهرة الدولي للكتاب وأحد رؤوس الضلال في مصر ـ صرخ قبل ثلاثة أعوام ـ تقريباً ـ في معرض الكتاب حين وجد صبغته إسلامية سلفية ، صرخ يستنصر بأوليائه من ( الظلام ) الزاحف عليه ، ولم يجد هذا الرديئ غير النصارى يصبغ بهم المعرض في دوراته اللاحقه .
ها هي مصر بعد أن نزع حجابها البغيض ترتدي حجابها وتمسك الزمام داعية إلى ربها . وكأني بكم غداً تستنصرون أهل مصر . ولن يجلسوا عنكم بحول ربي وقوته .