اطبع هذه الصفحة


مخاطر الأطماع الإيرانية على الخليج العربي

د.عبدالله بن معيوف الجعيد
@abdullahaljuaid

 
بات يدرك الجميع بأنَّ إيران دولة توسعية ولها أطماع في الوطن العربي وخاصة منطقة الخليج العربي، وقد استخدمت إيران وسائل كثيرة لتحقيق غاياتها التوسعية في عدد من بلدان الوطن العربي، وليس بعيداً علينا ما قامت به إيران في العراق على مدى عقود من الزمن، حتى باتت اليوم تُسيطر على قطاعات هامة في هذا البلد العربي.

ولقد ارتكزت إيران لتوسيع نفوذها في الوطن العربي وخاصة في الخليج العربي على عدة وسائل، منها: الخلايا التجسسية، والهجرات المنظمة، ودعم المليشيات المسلحة، والسَّعي إلى نشر الفكر الخميني في الأمصار الخليجية على وجه الخصوص والدول العربية والإسلامية على وجه العموم وإنَّ أقرب مثال على ذلك ما قامت به إيران من إرسال ما يقرب من أربعة ملايين إيراني للعيش في العراق، حيث تم منحهم الجنسية العراقية، ومن خلالهم تمت السيطرة على الوزارات الحساسة والنافذة في البلاد كوزارتي الداخلية والدفاع.

ولا شكَّ بأننَّا لاحظنا الهجرة المنظمة لأشخاص من أصول إيرانية إلى دول خليجية وخاصة إلى دولة الكويت، وذلك في محاولة إيرانية واضحة ومكشوفة لزيادة أعداد الأشخاص الموالين لنظامها، ومن ثم حصولهم على الجنسية وسيطرتهم على القرار الخليجي وخاصة في الكويت.

إنَّ الخطر الكبير للخلايا النائمة الموالية لنظام الملالي يجب ردعه، والسيطرة عليه قبل فوات الأوان، وهذا الأمر يتطلب يقظة كبيرة من دول الخليج بشكل عام، ومن قبل الأجهزة الأمنية بشكل خاص، إذ يجب العمل الحثيث والدؤوب والمستمر على كشف هذه الخلايا، وتقديم ضربات استباقية لها، وإنَّ أكثر ما يُثير في هذا الموضوع ما أشارت له تقارير إعلامية حول وجود خلايا نائمة في الكويت، حيث تسعى هذه الخلايا للتغلغل بشكل خاص في وزارتي الداخلية والدفاع، وهذا الأمر يتطلب من الوزراء والمسؤولين وقفة جادة لردع أي محاولة إيرانية لنشر نفوذها هنا أو هناك.

كما أشارت تقارير إعلامية كويتية خطيرة وصادمة عن تحليق طائرة مُسيَّرة فوق قصر الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح، وقد أشارت هذه التقارير بأنَّ إيران هي من أرسل هذه الطائرة، حيث قدمت من جهة البحر، ولعل هذه الحادثة الخطيرة تُبرز مدى الخطورة القادمة من ناحية إيران تجاه الخليج العربي، وخاصة الكويت، وهذا الأمر يتطلب وقفة جادة ومسؤولة من قبل جميع الأطراف المختصة، والنظر إلى هذه الحادثة على أنها خطر أمني كبير على البلاد، وإنَّ أكثر ما يُريبنا في هذا الموضوع إمكانية وجود خلايا نافذة تعمل لصالح إيران، فإن كان هذا الاحتمال صحيحاً –لا قدَّر الله- فهذا يعني أننا أمام خطر كبير وواسع ومتغلل؛ لأن إمكانية وصول إيران إلى أماكن أمنية حساسة، وإمكانية وصولها إلى وزارات سيادية في دول خليجية يُشكل خطراً أمنياً كبيراً على الخليج العربي ككل، وعليه وجب الحذر الشديد من هذه المخاطر والسعي الحثيث للتخلص منها.

ونحن لسنا ببعيدين عن الحادث المأساوي الذي تعرضت له شركة أرامكو السعودية، ولعل أخطر ما في هذا الموضوع ما أشارت له تقارير إعلامية أكَّدت أنَّ الطائرات المُسيرة التي استخدمت في الهجوم انطلقت من العراق وحلَّقت فوق الأراضي الكويتية وصولاً إلى هدفها في السعودية، فلا يتمثل الخطر في ضرب هذه المنشأة الحيوية فحسب، بل إنَّ إمكانية إيران إرسال طائرات تنطلق من العراق وتحلق فوق أجواء الكويت وصولاً للسعودية يُعد خطراً أكبر من هذا الهجوم الذي حدث على شركة أرامكو السعودية، ولعل هذه الحادثة تثبت لنا أنَّ الخطر الإيراني على الخليج العربي واضح ولا لبس فيه، وعلى دول الخليج التصدي لهذا الخطر التوسعي بشكل فوري، وعلى هذا أولى خطوات التصدي تتمثل في استشعارنا لمدى خطورته، وثانياً من خلال تكاتف الجهود الخليجية والعمل بشكل موحد ومنظم ومدروس.
إنَّ إيران تتعرض اليوم إلى ضغوطات دولية واضحة، ويبدو أنَّ إيران لم تعد قادرة على مجابهة هذه الضغوطات، وحرصاً منها على تخفيف حدة هذه الضغوطات فإنها تسعى إلى افتعال المشاكل، وتنفيذ ضربات استباقية في عدد من الدول العربية، وذلك لإبعاد الأنظار عنها، والتخفيف من أثر هذه الضغوطات، كما تسعى إيران للسيطرة الكاملة على المناطق المحيطة بدول الخليج، والقريبة منها، وهذا الأمر واضح بما لا شكَّ فيه، إذ أننَّا نَلْمس ذلك بشكل جليٍّ في العراق واليمن، والمحاولات الإيرانية المستميتة للسيطرة على القرار في هذه البلدان، مستخدمة وسائل عدة لتحقيق أهدافها.

كما أشارت تقارير إعلامية تحدثت عن حزب الله الكويتي الموالي لنظام الملالي في إيران إلى أنَّ أعضاء هذا التنظيم يرتبطون بشكل مباشر بالحرس الثوري الإيراني، ولفتت هذه التقارير إلى أنَّ عدداً من أعضاء هذا التنظيم تم إرسالهم إلى لبنان، وهناك تم تدريبهم من قبل حزب الله اللبناني على استخدام مختلف أنواع الأسلحة والصواريخ، وعليه فيجب وضع حداً لهذا التنظيم الذي يسعى لقلب نظام الحكم في الكويت وزعزعت الأمن بدول الخليج بمساعدة إيران، ولا يتوقف الخطر عند الكويت فحسب، بل إنه خطر ممتد لدول الخليج كافة، وهذا يتطلب الوقوف الجاد والمسؤول لمنع هذا الخطر وصده بكل الطرق المتاحة.

 

 
  • المقالات
  • العمل الخيري
  • الكتب
  • الصفحة الرئيسية