تسوية ثقافية

فهد بن محمد الهاجري

 
بسم الله الرحمن الرحيم

 
أعتقد بأن العلاقة مع المثقف أو القارئ الذي يعيش معك ذات الإهتمام وذات الشغف هي أبعد بكثير جداً من جزئية القبول أو الرفض بإعادة تدوير تغريدتك من عدمها .
‏العلاقة الثقافية أجمل من ذلك بكثير .

أقول هذا عن نفسي أطلب من بعض الأصدقاء التفاعل مع مادة ثقافية أرى بأنها تستحق النشر ، ففريق يتفاعل مشكوراً وفريق آخر قطعاً هو سعيد من أجلك وسعيد بما تقدمه للوسط الثقافي ولكن…ليس بالضرورة أن يكون مقنعاً له بدرجة كافية!
‏حينها لايُبدي أي تفاعل تجاه ماطرحت ومعه كل الحق في ذلك

لاتفترض بأن كل ماتقدمه سيكون مقبولاً ومقنعاً بالنسبة للآخرين حتى وهم يعيشون معك ذات الحلم.. وإلا لأصبت بداء (النرجسية ) . فأصبحت أتحدى نفسي وأقاومها في كل مرة تريد أن تجعل مني شخصاً غاضبًا من الطرف الآخر فأتشارك أنا وإياه توظيف المعرفة فيما بيننا . وبكل تجرد وجدت بأنه يتفاعل معي في طرح آخر هو مقنع بالنسبة له ، ووصلنا معاً إلى تسوية ثقافية أكثر من رائعة، لاتغلق الباب اجعله موارباً .

‏الجمال الثقافي لوعيكم الراقي .

وبعد ختام التغريدات كان هناك تفاعلاً جميلاً من نادي مقروء قدم ثراءا للفكرة وأضع لكم الحوار هنا :

نادي مقروء :
سلسلة جميلة وأعجبني مصطلح التسوية الثقافية
‏هناك جوانب لم تتطرق لها أخي فهد، ومنها على سبيل المثال؛ المثقف الذي يخصص حسابه لما يغرد به هو فقط ويريد منك أن تعيد تغريداته في حسابك ( نرجسية )، نحن في وسط تفاعلي وليس من المنطق أن كل الطرح بمختلف أشكاله لا يهم هذا الشخص.

تعليقي عليه :
أتفق معك .. رائع …
‏وجميل إنك تطرقت لها الآن .


نادي مقروء :
شكرا لك
‏هذا الموضوع تحديدا نعاني منه في نادي مقروء ونشكرك على طرحه، فنحن نسعى لخلق وسط يتفاعل فيه الجميع، حتى الفكرة الضعيفة في نظر البعض؛ عندما تطرح وتلقى التفاعل الإيجابي ستتضح الرؤية حولها، أما لو همشناها فسنكون سلبيين تجاه فرد من أفراد مجتمعنا.
‏( تفاعل ولو بالقدر اليسير )

تعليقي عليه :

أرى إنك تطرقت لأفكار أفضل مماتطرقت لها وكلامك جداً صحيح، التفاعل يثرينا نحن اولا ويثري الافكار التي تطرح .

وأظن بأن هناك الكثير منا يفتقر إلى أمر مهم جداً في حياتنا في هذه المرحلة التاريخية من الزمن، بحاجة ماسة إلى قانون : ( الإبطاء ) وهو ماسماه رسول الله صل الله عليه وسلم لأشج بن عبدالقيس إن فيك خصلتان يحبهما الله: ( الحلم والأناه)
‏( التأني ) لأقرأ.. لأكتب.. لأحلل.. لأتفاعل..

الكثير منا لديه مشاريع مؤجلة بحجة أنه ليس هناك وقت وهذا حقيقة مدعاه للأسف صراحة!

ختاما : طرح مثل هذه الأفكار تعطي الإنسان هدوء نفسي في التعاطي مع الثقافة .