اطبع هذه الصفحة


 ( القراءة للحياة  )

فهد بن محمد الهاجري

 
بسم الله الرحمن الرحيم

 

من القاهرة بدأت فكرة هذا المقال ، حيث كنت أتجول سائحاً في شوارعها حين لاحظت تلك الشعارات التي كانت تنتشر في المكان بعبارات لم أسمع بمثلها ، و قد عُلقت على إنارات الشوراع و أسوار الحدائق ( القراءة للحياة ) ، و قد كان هذا الشعار ملهماً و محفزاً لي لأكتب عن تجربتي مع القراءة .

* * *

بواعث الحياة ..

*  أشعر بأني قد بدأتُ فكرتي من حيث يجب أن أبدأ ، حيث الشعاع الساطع من مصر الثقافة و العلم و الحضارة .

*  وفاء للقراءة أردتُ أن أنشئ حديثاً حولها يتسم بالحفاوة و التكريم و المكانة .

* أنظرُ في سير العظماء على امتداد التاريخ الإنساني فأجد أن بداياتهم الأولى كانت مع القراءة ، لذا فهي المحدد الأول لهوية النجاح .

*  من البواعث الحقيقية للقراءة اختصارها فوضى الحياة .

*  إن القراءة هي السلوى من مكدرات الحياة .

* * *

الحركة في اتجاه المستقبل ..

حقيقتان جوهريتان أردت أن أبشر بهما للحديث حول هذه الفكرة :-

 الحقيقة الاولى : أننا بدأنا نهبط إلى أرض الواقع لننتقل من النظرية إلى التطبيق ، فلم تكتفي مصر في رفع الشعارات فقط و إنما كان هناك الخيم و الأكشاك في الحدائق و الأماكن العامة لترفع شعاراً ضمنياً يقول بكل وضوح : إن لم تأتي للقراءة فإننا سنأتيك .

الحقيقة الثانية :  فهي زعزعة حقيقة أن الأمة لا تقرأ ، فأمتنا بكل بساطة بدأت تقرأ ، و قد زرت معرض الكتاب الدولي بالرياض لسنتين متتاليتين و كان الإقبال على الكتاب أكبر شاهداً على العودة إلى حياض الثقافة .

يجب أن نعيد لأنفسنا الأمل ، فليس من مصلحتنا أبداً أن نحكم على أنفسنا بحتمية الجهل ، فحركتنا نحو المستقبل قد بدأت

القراءة للحياة ،، الجزء الثاني

علمتني القراءة ..

*  جعلت مني القراءة عاشقاً للحياة ، فقد أعطتني قدراً من الفهم نحوها .

*  اكتشفت نفسي ، هذا هو الجزء الأفضل الذي علمتني إياه القراءة .

* إن اكتشافي للقراءة جاء متزامناً مع وقت أزمة ، فمن حينها أصبح لها شأناً آخر بالنسبة لي ، و جعلتني أضخ  حديثاً إضافياً عن أثرها العظيم على طبيعتي .

*  قنّنت اهتمامي بالأخرين ، و استطاعت أن تفعل الشيء الكثير في هذا الشأن .

* علمتني القراءة أن أرتبط بالأسى من زاوية أخرى مختلفة ، هي زاوية التحليل و الفهم و الإستنتاج ، فقد منحتني أفقاً جديداً ، فزاوية الندم و الأحزان أصبح وقتها قصير .   

*  خفّفت غضبي حول الأشخاص و الأشياء من حولي ، فقد أطلعتني على جزء من الحقائق عن الطبيعة البشرية .

* علمتني القراءة أن لا أذهب بعيداً مع الأفكار و الأشخاص ، فالفكرة النافعة هي من تقدس نفسها .

* علمتني القراءة قدراً من الإتزان ، فلم أعد أثور مع كل مغامرة .

*  جعلتني القراءة احترم الشعوب و أثمن كل إنجاز تقدمت به للإنسانية .

* منطقة التغيير التي نقلتني إليها القراءة جعلتني أستوعب جيداً ثقافة المسؤولية ، حيث حددت مسؤولياتي بكل وضوح ، و أيضاً جعلت الآخرين في مواجهة مسؤولياتهم .

*  الوعي المكتمل هديتي العظمى من القراءة .

* * *

إقرأ أو لا تقرأ ..

* إقرأ أو لا تقرأ ، فلا يمكن أن يُرغمك أحد على حب ما تكره ، فحرية الإختيار هي من أقوى الحوافز للعقل البشري.

*  إن القراءة هبة حقيقية ، مثلها مثل أي هبة أخرى محسوسة تمسها الأيدي .

*  إنك قد لا تُدرك حجم تأثيرك و أنت تقرأ ، فقد يتأثر بك الآخرين و أنت لا تدري .

*  أن نعيش حقيقة إعطاء كل موهبة حقها من الإشباع و ذلك بتوفير الإهتمام لها ، و منها موهبة القراءة .

*  أثر القراءة أقوى من أي تأثير ، فآثارها سحرية ، حيث تغيرك و أنت لا تشعر ، حتى أن البعض قد أطلق عليها  بالقوى الناعمة.

*  المعرفة نصيرة الأحلام ، فهي تمهد الطريق لكل نجاح .

*  المعرفة لا تشيخ ، فهي تمنحك الحكمة التي امتدت عبر سنين .

*  أن تجعل منك كاتباً ، هي جائزتك الكبرى من مداومتك على القراءة ، لتتجاوز بك من أن تكون قارئاً فقط .

 




 

فهد الهاجري
  • مقالات
  • قصص قصيرة مع طلابي
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية