اطبع هذه الصفحة


( نجيب علمني الحب )

فهد بن محمد الهاجري

 
بسم الله الرحمن الرحيم


قررت أن أكتب عن هذه المشاعر بعفويتي وتلقائيتي كما هو .. حديثه إلى الناس ببساطة وعفوية وهذا أول درس من دروس الحياة تعلمته منه ، أن تتحدث على طبيعتك ، أن تكون أنت ، هولا يعطي فيها دروس إنما يفعلها فحسب
متأكد هنا بأنني لن آتي بجديد في حديثي عن هذا الرجل رحمه الله رحمة واسعة فيما يخص المشاعر الدافئة التي أكنُّها له لأن الجميع بمعنى الجميع وبلا استثناء له مع نجيب قصة جميلة، إنما بالفعل شعرت إلى أنني بحاجة للكتابة عنه، والحق الذي أعتقده في أعماقي عن هذا النوع من البشر بأنه أقرب إلى أن يكون ظاهرة إنسانية منه إلى شخصية عادية تستحق منا النظر والدراسة والتحليل برأيي الشخصي. شخصية مؤثرة إلى حد الدهشة ( وأنتم شهود الله في أرضه) وأنا أشهد على هذا الكلام . تعتقد بأنك أنت الوحيد الذي يسكن قلبه، بينما الواقع بأن للجميع له مكانة في قلبه. وهذا يجعلك تتساءل عن السعة التي تتحمل هذا الكم الهائل من البشر " مبارك ذلك القلب" علمني نجيب الحب حرفياً فعند رحيله كنت أجد في نفسي على بعض أقاربي ولكنني قررت في تلك اللحظة أن أجعل قلبي يتسع للحب والتسامح والصفح، شعرت بالعافية تسري في جسدي، اتساع دائرة الحب الدرس الذي علمني إياه نجيب بعد رحيله .

كيف عرفت نجيب ..؟
عبر برنامج تلفزيوني ظهر فيه مع د. محمد العوضي يتحدث فيه عن أهم عودة في الحياة ..عودته إلى الصلاة !
بحثت عن هذا المقال في النت الذي جعلني أبكي وأنا أسمع منه وهو يحكي تفاصيله في المقابلة . مسكت قلمي وكتبت مقالاً عن ذلك المقال . وظللت أحلم بأن يقرأ نجيب ذلك المقال .
وقد صدَّرته في مؤلفي الأول
حيث أعلن مركز سلطان بن عبدالعزيز " سايتك " في مدينتي الخبر عن لقاء جماهيري مع نجيب الزامل فوجدتها فرصة سانحة تجمعني مع ذلك الرائع وتأكدت بأنها لحظة تحقق الحلم، جلست في قلب المسرح وأنا أحمل كتابي بمغلفه الجلدي الذي صنعته خصيصاً لتلك المناسبة الجميلة، أنتظر تلك اللحظة التاريخية التي أقف فيها أمامه أدلي بها بتصريح أحكي فيه قصتي الصغيرة معه وبالمناسبة قد عشت تفاصيل كل تلك اللحظة في مخيلتي .
أنهى نجيب حديثه الشيق ، خاطب بعدها المقدم الحضور من لديه مداخله وبصعوبة شديدة أكاد أرفع يدي ففي تلك اللحظة كانت المشاعر مختلطة ( خجل ، خوف ، ارتباك ، عرق ، ... )
خاطبت نفسي مستحيل أن أفوت على نفسي هذه الفرصة. رفعت يدي وتكلمت ومع أول كلمه نطقت بها أخذ رحمه الله يداعبني من على خشبة المسرح ( يا حليله وينه.. وينه.. هذا اللي يتكلم ) وأشار علي بالوقوف فوقفت ومن هناك بدأت القصة حيث لم أكن أنا من يتحدث إنما قلبي الذي كان ممتلئاً نحوه بالحب .
حينها توقف عن المداعبة رحمه الله وصمت وصمت كل الحضور لينصتوا لقصة البطل فيها "عمق التأثير " الذي أحدثه ذلك الرجل في نفس ذلك الشاب الذي لم يكن يعرفه قط .
وختمت حديثي وأنا أرفع بكتابي أمام كل الحضور وأنا أردد: وأنت الآن جزء من كتابي فقد كتبت عنك هنا، لم انتبه إلا وهو يقف على خشبة المسرح وهو يشير بيده أن آتي إليه في وسط تصفيق حار من الحضور لا أنسى تلك اللحظة في حياتي .
ضمني إليه كعادته وبارك لي صدور الكتاب وعبر عن فرحته بمعرفتي وقدم لي أرقام التواصل معه ومن يومها ظلت صداقة للأبد .
قرابة العقد على تفاصيل تلك القصة الجميلة .

تحدثت عائلته في لقاء تلفزيوني مؤثر وكنت أتابع تلك المقابلة بالدموع ممسكاً بقلمي مدوناً أبرز ما قالوه عنه
* كما عبر عن نفسه بهذه الجملة ( أحب أن أحب الناس ) .
* كل الناس يعتقدون بأنهم من أقرب الناس إليه وكل منهم لديه أدلته بأنه هو القريب .
* كان يبني علاقات إنسانية حتى في طلعة مصعد كما أخبر عنه شقيقه .
* المنطقة التي كان يشعر فيها "بالانهزام" حين يعتقد بأن هناك أحداً لا يحبه .
* حالة حب خاصة حالة استثنائية كان يوزع الحب حتى على الغرباء .
* كان مضخة ومولد للإيجابية في كل مكان .
* علاقته بالتجارة مختلفة حيث أن هذا العالم يحتاج إلى المماحكات، كان يوازن بين حياته التجارية والإنسانية .
* كان يملك علاقة خاصة مع أمي، فجر كل يوم يتصل عليها، في قاعة الاجتماعات لا يستطيع إلا أن يرد عليها ، كان يذكرها على الدوام كانت علاقة بها علاقة صداقة يمسك بيدها ويقومون بالرقص في صالة المنزل
* عفوي إلى أقصى درجة .
* يتجلى نجيب في اللحظة التي تحدثه فيها عن العمل التطوعي .
* كان يرى الكتابة هم إنساني *

ملخص القصة :

أن تتأكد بأن الأرواح الجميلة مازالت تعيش على الأرض، وقطعاً كان نجيب لَيُسر بكل حب ونقاء وتفاني وبكل تأثير جميل يحدثه كل واحد منا مع الآخرين .
Twitter: Fahad_Alhajre .



 

فهد الهاجري
  • مقالات
  • قصص قصيرة مع طلابي
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية