النصف الآخر بين ضرورة العمل ومكانة المنزل

محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR

بسم الله الرحمن الرحيم

أمواج تتلاطم في بحر أفكاري لم استطع أن ارسوا فيها على شاطئ محدد ، فسفينة أفكاري تخوض عنان الموج يمنة ويسرة ، تقدما وتخلفا ، فالفكرة التي في خاطري إن نظرت لها من جانب ترجحت وان نظرت لها من جانب آخر ترجحت الأخرى ، فلا ادري ما العمل ؟
فالخاطرة الأولى : أن عمل المرأة في مجالها لا شك أنه أصبح من ضروريات الحياة ، فالمعلمة لا نستغني عنها لأنها هي التي تعلم بناتنا وأخواتنا ، وكذلك الطبيبة لا نستغني عنها لأنها هي التي تعالج وتطبب بناتنا وأخواتنا ، وكل مجال نحتاج فيه المرأة ولكن بشروط منها أن لا اختلاط مهما كان السبب ( أثناء الدراسة وأثناء العمل ) ، وأن يتناسب العمل مع طبيعة المرأة ، وأن تكون المدة الزمنية المحددة لعملها لا يتعارض مع حقوقها الأسرية 0
أما الخاطرة الأخرى : أن مكان المرأة الطبيعي التي هيأه لها الشرع وحثها على التمسك به هو بيتها الذي هو سكن لها ومراعاة حقوق زوجها الذي هو أنسها وتربية أبنائها الذي هو كنزها ومكسبها ، فإن خرجت للعمل فالخادمة هي الحل الأوحد ويا له من شر لا يخفى على الجميع إلا ما شاء الله وهن قليل فضرر الخدم فاق نفعهن بما لا يقل عن (80%) فلا حول ولا قوة إلا بالله0
هذه الخواطر التي تتلاطم في بحر أفكاري وحق لها أن تتلاطم فما الحل ؟؟
إن جلست في البيت وتركت العمل فمن يقوم بهذا العمل أيا كان ، أم تخرج للعمل وليحدث ما يحدث ؟
بعد تفكير طويل ونقاش مع البعض توصلت لخواطر قد تكون صحيحة وقد تكون خلاف ذلك والبشر بين خطأ وصواب فأقول مستعينا بالله :
1- المنزل والزوج والأولاد لا شك انه هو العمل الرسمي الأساسي والاهم بالنسبة للمرأة باتفاق الجميع ولا أتوقع من يخالف 0
2- خوض المرأة للعمل الضروري المناسب لطبيعتها بلا اختلاط بل بحشمة ووقار مطلب ضروري لا نقاش فيه من حيث المبدأ 0
3- لأجل أن تعمل لا بد من توفر ما يلي :
أ‌- المكان المناسب للمرأة بلا اختلاط ( دراسة ووظيفة ) 0
ب‌- العمل المناسب للمرأة بلا اختلاط ( دراسة ووظيفة ) 0
ت‌- المدة الزمنية للدوام لا بد أن تكون اقل من فترة دوام الرجل بمعدل النصف لأجل أن تتفرغ لجزء من عملها المنزلي 0
ث‌- التقاعد المبكر الإلزامي بحيث لا تزيد فترة العمل عن عشرون عاما كحد أقصى براتب مناسب لا يقل عن النصف كحد أدنى ، ( ولهذا فوائد منها تفرغها لبيتها ومنها فتح مجال عمل للأخريات
ج‌- إذا كان لدى المرأة العاملة سبب قوي ومقنع ( تعول أيتام مثلا – تعول الوالدان مثلا – الزوج لا يعمل بسبب صحي مثلا { الضرورات تقدر من خلال لجان صادقة ) 000 ) فأرى أن تمدد فترة العمل لثلاثون عاما كحد أقصى 0
هذه خواطري فهل القارئ الكريم يوافقني أم يعدل ما وقع عندي من خلل فالهدف التوصل لحل يجعل المرأة الأم والأخت والبنت عضو فاعل في المجتمع تبني المجتمع مثلها مثل غيرها 0

محمد فنخور العبدلي
المعهد العلمي في القريات