الكتاب الصديق

محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي علم بالقلم وأصلي وأسلم على خير البشر
يقول الشاعر :
ما أكثر الأصحاب حين تعدهم ،،،،،،، ولكنهم في النائبات قليل
الأصدقاء كثير عند فسحة العيش ، ولكن عند الحاجة لهم لا تجد منهم إلا القليل هذا إذا وجدوا 0
إذا كان أصدقائنا من البشر لا يثبتون عند صداقاتهم فماذا نفعل ، أنترك الصداقات ونجلس مكتوفي الأيدي ، لا بل نبحث عن صديق لا يفارق صديقه ولا يمله ، رفيق ليل ونهار ، وسفر وحضر ، في المنزل وخارجة ، هل عرفت هذا الصديق ؟
إنه الكتاب وهل هناك من هو أصدق منه ، وصدق القائل وخير جليس في الزمان كتاب 0
الكتاب يا أخي الحبيب يخاطب العقول فهو غذائها وشرابها ، الكتاب ينمي المعلومات ويوسع المدارك ويثقف القارئ ، الكتاب لا يمل ولا يكره ولا يفارق وإن حصل شيء من هذا فالعودة إليه أسرع من تركه ، العلماء أصبحوا كذلك عندما فتحوا الكتاب وقرؤوه وتدارسوه وحفظوه ، يقول أحد الصحابة رضي الله عنهم أجمعين كانت إذا نزلت الآيات العشر لا نتجاوزها حتى نحفظها ونفهمها ثم نطبقها 0
أهل الشهادات الدنيا والعليا ما حصلوا عليها إلا عن طريق الكتب ، قال تعالى ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) واعلم يا أخي أن الملائكة تضع أجنحتها خضعانا لطالب العلم رضى بما يفعل ، فلا يفوتك هذا الصديق الذي يجعلك من خير الناس وأفضلهم ، كان سلفنا الصالح والكثير منهم لا يملك مالا ولاجاها ومع ذلك يسافر في طلب العلم أو سماع حديث أو سماع فتوى أو لقاء عالم والأخذ عنه ، فهناك عالم سمع بحديث وأراد أن يرى راوي الحديث فذكر له أنه في منطقة كذا فسافر إليه مكبدا نفسه عناء السفر والمشقة حتى يراه ويعرف حاله أثقة أو صدوق ونحو ذلك ، ومن العجائب في الحرص على طلب العلم قصة الشيخ الذي حكم عليه بالقتل فجعل في حفرة عميقة ووضع معه فيها أسد جائع لم يذق الطعام منذ أيام ، فانزوى الشيخ في أحد أركان الحفرة ينظر إلى الأسد والأسد ينظر إليه ، ولم يحرك كل منهما ساكنا ، ثم بعد فترة اخرج الشيخ من الحفرة والأسد لم يتعرض له بشيء ، فسئل الشيخ عن حاله في الحفرة ، فأجاب بأنه كان يفكر في لعاب الأسد هل هو طاهر أم لا ، وهل ينقض الوضوء ام لا ، فأين نحن من هذا ، هيا بنا يا شباب إلى العلم ، إلى القراءة ، إلى الاستفادة ،،،،، فخير جليس الزمان الكتاب ،،،،،،،،،

محمد فنخور العبدلي
المعهد العلمي في القريات