الشباب

محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR

بسم الله الرحمن الرحيم

مجلة القريات – العدد 25 – ص 41
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على المصطفى وبعد
فاعلم أيها الشاب رعاك الله أن المستقبل ينتظرك بل اعلم أن الأمة الإسلامية بأسرها تنتظر إسهاماتك ، وأعلم أيضا هداك الله أن لك وضعا في المجتمع يجب عليك استغلاله لأنك الماضي العريق والحاضر الفريد والمستقبل المنير ، فأنت ماضي الآباء والأجداد ، وحاضر الأقران والأخلاء ، ومستقبل الأمة الإسلامية جمعاء لهذا كله عليك استغلال وقتك أما سمعت قول الشاعر
إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة
قف 0000 انتبه 0000 استيقظ قبل فوات الأوان انظر إلى من حولك تجد فيهم الناجح في حياته والفاشل ، أعلم رعاك الله أن الفراغ والجدة مع ذلك الشباب المتوج بالقوة والإثارة والعنفوان جعل الكثير من الشباب في ركاب المتخلفين فعليك بالعلم فخير جليس في الزمان كتاب ، وعليك بالقرين والصديق الحسن فكل قرين بالمقارن يقتدي ، وعليك قبل هذا وذاك بالأساس ألا وهو تقوى الله لتكون في الجنة مع المتقين ، وعليك بالأخلاق الحسنة لتكون مع ذوي الأخلاق الحسنة قال تبارك وتعالى ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ( سورة القلم 4 ) ، أي المصطفى صلى الله عليه وسلم ووصيته عليه الصلاة والإسلام لمعاذ بن جبل ( وخالق الناس بخلق حسن (
انظر إلى من هو دونك في المال والجاه والسلطان ، وانظر إلى من هو فوقك في العبادة والخلق والعلم 0
أيها الشاب الحريص على طلب العلم ، الحريص على المستقبل ، الحريص على الأمة الإسلامية وتطورها ، الحريص على أسرته ومجتمعه ومدرسته عليك بالقدوة الحسنة ، بل لتكون أنت القدوة الحسنة لغيرك في خلقك وعلمك والأهم من ذلك في دينك وتقواك بهذا كله ترتفع صورتك وصورة مجتمعك عالية شامخة
وختاما أقول أنتبه لكلامك قال المصطفى صلى الله عليه وسلم لمعاذ ( امسك عليك هذا - وأشار إلى لسانه - أو يحاسبون عليه فقال ويحك وهل يكب الناس على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ) أو كما قال ، وانتبه لحركاتك وخطواتك وسكناتك وخطوات قلبك قال تعالى ( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) ( سورة الإسراء 36(
أيها الشاب اطلب العلم من المهد إلى اللحد قال تعالى ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ) ( سورة الزمر 9 ) ، أبدا والله لا يستوون