الحلال والحرام

محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR

بسم الله الرحمن الرحيم

مجلة القريات – العدد 33 – ص 52 –1/1418هـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد
قال أبو داوود السخيتان : مدار الإسلام على أربعة أحاديث , ومن هذه الأحاديث قولا المصطفى صلى الله عليه وسلم ( إن الحلال بين وإن الحرام بين, وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس , فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ) متفق عليه
أجمع العلماء على عظم وقع هذا الحديث وكثرة فوائده وأنه أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام , وقالوا أيضا : سبب عظم موقعه أنه صلى الله عليه وسلم نبه فيه على إصلاح المطعم والمشرب والملبس وغيرها وأنه ينبغي ترك المشتبهات فإنه سبب لحماية دينه وعرضه وحذر من مواقعه الشبهات الخ
جاء في الحديث ( أن الحلال بين وأن الحرام بين ) أي من الأشياء ثلاثة أقسام وهي :
1- الحلال البين : الواضح الذي لا يخفى على أحد حله مثل الخبز والفواكه والنظر المباح والمشي الخ
2- الحرام البين : الواضح الذي لا يخفى على أحد حرمته مثل الخمر والميتة والزنا والكذب والغيبة والنميمة والكلام الساقط والفاحش ونحو ذلك مما لا فائدة فيه,بل فيه مضرة الخ
3- المشتبهات : وهي التي ليست بواضحة الحل أو الحرمة..وهذه لا يعرفها كثير من الناس ولا يعلم حكمها إلا العلماء والفقهاء الربانيون
الأمور المشتبهة لا يحكم عليها إلا بالنص أو القياس أو الاجتهاد المجمع عليه, فإن تردد الأمر المشتبه به بين الحل والحرمة ولم يتضح من الأدلة الحكم عليه فللعلماء فيه أربعة أقوال وهي :
( الحل , التحريم , الإباحة , التوقف ) وفي مثل هذه الحالة يدخل التورع المأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم ( فمن اتقى الشبهات استبرأ لديه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ) , أي حصل له البراءة لدينه من الذم الشرعي وصان عرضه عن كلام الناس , وأن الشبهات توقع في الحرام ، نقل أبن المنير في مناقب شيخه القباري عنه أنه كان يقول المكروه عقبه بين العبد والحرام , فمن استكثر من المكروه تطرق إلى الحرام , والمباح عقبة بينه وبين المكروه , فمن استكثر منه تطرق إلى المكروه ) ، قال ابن حجر وهو منزع حسن