رسالة لكل محاور

محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله على نعمة الأمن والإيمان وسعة الأوطان وصلاة وسلام على سيد الأنبياء وبعد
أخواني المتحاورين أقدر لكم حبكم للحوار ، بل إنني أدعو الله لكم بظهر الغيب بالتوفيق والسداد ولي معكم مقدمة ووقفات 0
مقدمة
يتفق العقلاء من الناس على أن الاجتماع والائتلاف مطلب ضروري لا غنى عنه لأمة تريد الفلاح ، وقد جاء الشرع بالتأكيد على هذا الأصل ورعايته ، ولكن المواقف والأحداث تعصف بالناس ، والأحداث قد تفرز اختلافاً في الآراء والمواقف ، وهذا أمر لا بد أن يقع من البشر، لكن هذا الاختلاف اتسعت شقته في المجتمع بشكل عام، وبدأ يتجاوز قدر الاختلاف في الرأي ، قال الإمام البغوي ( بعث الله الأنبياء كلهم بإقامة الدين والألفة والجماعة وترك الفرقة والمخالفة ) ، ومن من سمات أهل الخير حب الاجتماع والائتلاف ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( التحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفـر، ومن لا يشكر القليل لا يشكر الكثير، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله ،والجماعة بركة ، والفرقة عذاب ) ، ويجب علينا جميعا أن نعلم أن مصالح الاجتماع لا تقارن بمفاسد الفرقة 0
الوقفة الأولى
الاحترام المتبادل بيننا كمتحاورين يصل بنا إلى بر الأمان ، وعدمه يصل بنا إلى الشقاق والفرقة ونحن في غنى عنها ، ليس المهم ما نكتب ،، ولكن المهم ماذا نكتب ،، ثم ،، لماذا نكتب ، هنا تتحدد شخصيتنا لأن شخصية الكاتب تتضح من كتاباته ، وعلينا أن نتمثل المثل القائل (( الخلاف لا يفسد للود قضية )) ، إذن علينا أن نكتب لنتحد لا نكتب لنختلف ، وإن اختلفنا فليكن خلافنا خلاف في الآراء لا خلاف في القلوب ، وعلينا البحث عن المعلومة الصحيحة مهما كانت (( لك أو عليك )) ، ولنعلم بأنه ليس كل ما يعرف يقال ،، بل لكل زمان ومكان مقام ومقال يتناسب معه 0
الوقفة الثانية
لابد أن نعي وندرك نحن المتحاورون بأن كل شخص له رأي في موضوع معين ، فكذلك أنا لي رأي ، وأنت لك رأي وهكذا ، فعلينا أن نتقبل آراء الآخرين بصدر رحب سواء أكان يتوافق أو يغاير ما نرى ، فكل شخص هو حر برأيه له ما يريد ولكن لا يلزم به غيره بشرط أن لا يقلب الحقائق 0
الوقفة الثالثة
الموضوعات المهمة والحساسة لا يقبل الكلام فيها من كاتب مجهول الهوية يكتب تحت اسم مستعار بل عليه أن يصرح باسمه ، ثم ليكتب ما يرى أنه حق مدعما ما يقول بالدليل والتحليل والله محاسبه لا غير 0
الوقفة الرابعة
دقة الألفاظ مطلوبة عند كتابة أي موضوع لكي لا يفهم القارئ غير ما قصدت فكن واضحا وضوح الشمس ،، وكذلك مطلوب من أي كاتب اللطافة في كتابة العبارات واختيار أفضل وأدق وأرق الكلمات فهذا هو نهج النبي صلى الله عليه وسلم ،،، ناقشوا الأفكار وإياكم أن تناقشوا النيات والقلوب فهذه إن لم يصرح بها قائلها وكاتبها فهي من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا علام الغيوب ، فأملي من كل محاور تلطيف العبارات وانتقاء أدقها وألطفها وأرقها0
الوقفة الخامسة
حقيقة لا بد منها ألا وهي أن الحق معي أو معك أو معنا الاثنين أو لا يكون معنا جميعا فالرفق والتأني قدر الإمكان 0
الوقفة السادسة
احترمني لكي احترمك : لابد للمتحاورين من الاحترام المتبادل فيما بينهم لكي يرتقي بينهم الحوار ، لأن لكل إنسان منا فكر خاص به ، قد يكون فكره صحيحا وقد يكون خطأ ، وإذا قلنا فكر ، فهنا نقصد جميع الأفكار التي يحملها المرء منا ، ولذا لا يصح أبدا أن نحكم على كامل فكر الآخر بأنه خطأ وكذلك بكامل فكر الآخر أنه على صواب ، فأفكارنا تتراوح بين الفكر الصحيح والفكر الخطأ والفكر الذي يقبل أكثر من رأي أو طرح أي قابل للنقاش ، ولكي احترمك يجب عليك أن تحترمني وإذا كان عندك نقد أو تعليق أو تصحيح أو إضافة
فليكن موجه للفكرة وليس لشخصي وبأدب الحوار والنقاش ، ومتى يحق لنا أن نقيمك من خلال فكرك فيكون حكمنا موجها لذاتك ، يكون ذلك عند توجه كامل أو أغلب فكرك وطرحك في اتجاه معين فمن خلاله نستطيع أن نقول أن فكرك كذا أو كذا وهو يمثلك ، نحن نناقش الفكر لا نناقش الأشخاص وكلنا ذو خطأ وخير الخطائين التوابون ، قال الشافعي رحمه الله : رأيك خطأ يحتمل الصواب ورأي صواب يحتمل الخطأ 0
الوقفة الأخيرة
أتمنى من الأخوة المتحاورين أن يدور النقاش بينكم حول لب الموضوع المطروح للنقاش وأن لا يتجاوزه إلى غيره 0
وأخيرا إن كنت ما قلت صوابا فالحمد لله وحده وإن جانبي الصواب وهذه طبيعة البشر فمن نفسي والشيطان والحمد لله رب العالمين