رسالة أخوية إلى وزير التربية والتعليم

محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR

بسم الله الرحمن الرحيم

 
إلى وزير المعارف ( وزير التربية والتعليم ) مع التحية :
إنني على ثقة تامة أنك ذو صدر رحب تتقبل النقد والاقتراح ، ولا أقول نقداً بل أقول رأياً وفكرة تجول في خاطر طالب من طلابك أو زميل من زملائك في المجال التربوي من مدرسيين أو إداريين أو من أولياء الأمور ، لأنني أرى فيك حرصك على الرقي بالمسيرة التعليمية التربوية ، ولعلي أأذن لنفسي نيابة عنك بطرح بعض أفكاري ، وأقف بقلمي كاتبا لها في ثنايا هذه المجلة الرائعة ( مجلة المعرفة ) وهي وسيلة اتصال بيني وبينك وبين الجميع من قرائها, واقتراحاتي هذه لا تخلو من نقص ولا أتصور فيها الكمال ، ولكني أطرح بضاعتي كما هي :
1- قرأت اقتراحا في عدد مضى من بعض الأخوة يطلب فيه تغيير مسمى الوزارة إلى وزارة التربية والتعليم وهو اقتراح وطلب وجيه ، لأن الهدف هو التربية ثم بعد تجهيز الطالب على الأخلاق الإسلامية الفاضلة ، يعلم تعليماً سليماً يخدم الدين والوطن والطالب المتعلم الذي يفتقد للأخلاق التربوية يضر ولا ينفع والله أعلم 0
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ،،،،،،،،،، عار عليك إذا فعلت عظيم
2- قرأت قصيدة شعرية فصيحة للأخ مبارك من عروس الشمال حائل يذكر حال التعليم وما وصل إليه بسبب كثرة التعاميم المقيدة للمسيرة التربوية ، ومن أهمها منع الضرب في المدارس ، فهل من إعادة نظر في ذلك ، وخصوصاً أن الضرب المقصود منه التأديب مطلب شرعي له ضوابط معلومة وقد أقر الإسلام الضرب المقنن ومنها :
• قال تعالى : في سورة النساء ( واضربوهن ) قال القرطبي رحمه الله هو ضرب الأب غير المبرح وهو الذي لا يكسر عظماً ولا يشين جارحةً 00 فإن المقصود منه الصلاح لا غير ، وقال سيد قطب رحمه الله : يمنع أن يكون هذا الضرب تعذيبا للانتقام والتشفي , ويمنع أن يكون إهانة للإذلال والتحقير ، ويمنع أن يكون أيضاً للقسر والإرغام على معيشة لا ترضى , ويحدد أن يكون ضرب تأديب , مصحوب بعاطفة المؤدب المربي , كما يزاوله الأب مع أبنائه وكما يزاوله المربي مع تلميذه , ولا يلجأ للضرب إلا بعد نفاذ وسائل النصح والإرشاد 0
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : في حق الأطفال للحث على أداء الصلاة ( مروهم للصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر) أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، ولا يلجأ للضرب إلا بعد نفاذ وسائل النصح والأرشاد00
• حدد الله عقوبات للمفسدين في المجتمع من التوبيخ والسجن والجلد والنفي والقصاص حسب نوع الجريمة وملابساتها 0
3- مستوى طلابنا العلمي بشكل عام متوسط أو أقل وذلك لأسباب عدة منها :
أ‌- سهولة المناهج مما نتج عنها الإهمال من لدن الطلاب0
ب‌- ضعف بعض المدرسين علمياً ، أو الضعف في إدارة الفصل ، وذلك لعدة أسباب منها عدم التأهيل للتدريس مسبقاً ، أو لقيام المدرس بتدريس غير تخصصه ، أو لأنه أتى إلى التدريس لأجل الوظيفة فقط لا رغبة غي التعليم 0
ت‌- المراقبة الإدارية الضعيفة للطالب والمدرس0
ث‌- إعطاء الطالب فرصة كبيرة للنجاح متمثلة في مناصفة المواد للدخول في الدور الثاني وهذا سبب رئيسي لإهمال الطلاب لتوقعه للنجاح في الدور الثاني والأفضل أن تحدد مواد الدور الثاني بثلاث مواد فقط 0
4- لابد أن تجعل الكفاءة المتوسطة هي مفترق الطرق للطلاب حيث يحدد الطالب من خلالها التوجه : 1- الثانوية العامة0
2- الثانوية التجارية والصناعية و 000000000
3- التخصص من الأولى الثانوية حتى الانتهاء من الدراسة العليا وفي هذه الحالة لابد من تكثيف مواد الكفاءة المتوسطة وتخفيف مواد الأولى الثانوية 0
5- لابد من التنسيق بين وزارة المعارف ( التربية والتعليم ) ووزارة الخدمة المدنية ، ومكاتب التوظيف المدنية والعسكرية والجامعات والوزارات والمعاهد وجميع الجهات ذات العلاقة بالتوظيف بعدم توظيف الطلاب إلا بعد حصوله على الكفاءة المتوسطة كحد تعليمي أدنى ، ويستثنى من ذلك الحالات الخاصة بعد عرضها على لجان متخصصة وحصول الطالب على شهادة رسمية تفيد باستثنائه بذلك ويستفاد من ذلك :
1- إجبار الطلاب على الدراسة0
2- عدم تكدس الموظفين غير المؤهلين في الدوائر الحكومية والشركات0
6-التنسيق بين الوزارة والجامعات والمعاهد بتحديد الأعداد التي يحتاجها قطاع التوظيف بشكل عام ، قبل قبولهم طلاباً للدراسة فيها ، ويستفاد من هذا عدم وجود حملة شهادات بدون وظائف ، أو الإقبال على تخصص دون آخر ، دون النظر لحاجة القطاع الوظيفي 0
7- كثرة الإطراء لطلبة اليابان وعندنا في مجتمعنا الإسلامي من هو أفضل ، والكتب مليئة بهؤلاء ، ويكفينا أن أغلب الصناعات والعلوم الموجودة الآن هي ذات جذور إسلامية ولله الحمد , ومع هذا فلا مانع من الاستفادة من تجارب الآخرين وحضارتهم ولكن وفق ضوابطنا الشرعية والاجتماعية 0
8- أحيي في مجلة المعرفة تبنيها للوجهين من الآراء ، وهذا الذي شجعني على المشاركة فلا مركزية في الآراء ولا تعنت أو تزمت في نهج المجلة ، وهذا في تصوري من دواعي النجاح لكل مجلة أو جريدة أو مطبوعة وفيها الاستفادة من آراء الاخرين0
وأخيراً اسأل الله تعالى التوفيق للعالمين فيها0

كتبه
محمد فنخور العبد لي
المعهد العلمي في محافظة القريات
19 / 8 / 1418هـ