تعقيب على مقال بمجلة الدعوة

محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد كتبت الأخت أديبه السليمان من الرياض في صفحة استراحة الأسبوع الخميس 20 / 3 / 1414هـ موضوعا في تربية الأولاد فأجادت في هذا الموضوع مع أنه قصير ، وقد بينت في كتابتها أن المسؤولية الكبرى على الأبوين ، وهذا هو الحق الذي لا مراء فيه ، لأن المحور الأول في التربية هما الوالدان ، فلو نظرنا إلى فترة تواجد الطفل الكبرى لوجدناها بين أبويه في البيت أو قريبا منه ، لذلك يجب على الأبوين حسن تربية الأبناء فقد ذكرت الأخت أن التربية في الصغر كالنقش على الحجر فهذا واقع ، فإذا كان الأبوين صالحين وسعيا إلى صالح الأبناء فإن الطفل ينشأ تبعا لهما وحسب رغبتهما قال الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه
فيتولد عند الطفل الاحترام والتقدير للغير ، مما يؤدي إلى نجاحه في الدنيا والآخرة ، ومع هذا فلا ننسى دور المدرسة بل لها دور كبير ولكن دورها يعتمد على دور البيت فهي المحطة التالية للبيــت والمكمل لها ، وأما المجتمع فيتكون من عدة أسر إذا صلحت هذه الأسر صلح المجتمع وإذا فسدت مجتمعة فسد المجتمع ، لذلك يجب علينا كأسر ومجتمعات ومدارس أن نسعى مجتمعين ومتفرقين إلى تربية أبنائنا تربية إسلامية صحيحة ، وقدوتنا في ذلك صفوة الخلق صلى الله عليه وسلم في طريقة التربية ومنها على سبيل المثال لا الحصر قصة المرأة التي مدت يدها لابنها تعطيه شيئا فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم تعطيه لعدت كذبة أو كما ورد ، فهذه القصة تبين لنا وجوب الصدق مع الطفل حتى في المزاح لأنه من أصول التربية للطفل حتى لا يتعود على الكذب وينشأ على الصدق ، وكذلك ما ورد عن السلف الصالح من طرق التربية لأبنائهم حتى أنهم ولَدوا مجتمعات طيبة عريقــــة إلى الآن تضرب بها الأمثال 0
ولكن وللآسف الشديد ففي زمننا الحاضر ضعف الجانب التربوي لدى الأهل وأضيف إلى ذلك وجود الملهيات والمفسدات مما ولد أجيال فاشلة تربويا وأخلاقيا ودراسيا 000 والمسؤولية يتحملها الآباء والله المستعان0
وهناك كتب طيبة في هذا الموضوع منها دور البيت في تربية الطفل المسلم لخالد أحمد الشنتوت ، وتربية الأولاد في الإسلام لعبد الله علوان ، ومنهج التربية الإسلامية لمحمد قطب 000000


محمد فنخور العبدلي
المعهد العلمي بالقريات