تربيةُ الولدِ على الصلاحِ

أحمد خالد العتيبي
@Ahmadarts9

 
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي المسلمُ الغالي: إنَّ ولدك الصالح عمرُ إضافيٌ لكَ، وامتدادُ لحسناتكَ بعدَ موتكَ، فاحرص علىَ الإكثارِ منهُ مِن زوجةٍ صالحةٍ، ومن ثمَّ احرص على تربيتِه وتنشئتهِ على طاعة الله، واعلم أنَّ الوحيد الذي سيوصلُ بركَ ويذكركَ بخيرٍ وصدق ٍ إذاَ وسدت في قبرك هوَ ولدكَ الصالحُ، وهو الوحيدُ الذي سيدعو لكَ باستمرارٍ وإخلاصٍ وأنت في قبرك.

 فهو امتدادٌ لحياتك ولذكركَ الحسن، وبوجودهِ لن تنقطع حسناتُكَ بعد وفاتكَ بإذنِ الله، وهذاَ مصداقُ قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ : إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ). رواه مسلم (1631) .وذكر منها (وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) وبدعائهِ لكَ ترفع درجتكَ في الجنةِ كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ أَنَّى لِي هَذِهِ ؟ فَيَقُولُ : بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ ) . وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (1617) .وأبو داود (3528)

أيها الأبُ إنك لن تعرف قيمةَ ولدك الصالح إلا إذا وسدتَ في قبركَ فرأيتَ الهدايا تلو الهدايا مِن ثوابِ استغفارٍ أو صدقةٍ أو دعاءٍ أو حجً تصلُ إليك من ذلك الولدِ البارَّ، الذي لن ينساك بعدَ وفاتكَ، لأنهُ سيتقربُ إلى الله ببرك والدعاء ِ لكَ وأنت في قبركَ، وساعتها ستعرفُ ثمرةَ تربيتكَ وتشجيعكَ له بالالتزامِ بهذا الدين وبمخالطةِ الصالحينَ، وأنَّ تلك التربيةَ لم تذهب سدًى ولله الحمدُ، وأما الابنُ المقصرُ فإنهُ في الغالبِ لن يعرفَ عن أبيهِ إلا كَم  خلفَ من مالٍ وعقارٍ، وقد يذكرُ أباهُ بخيرٍ وقد لا يذكرهُ إلا بشرً فاللهم أصلح أبناءنا وأبناء المسلمين وانفع بهم الإسلام والمسلمين يا رب العالمين.

(رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا). [سورة الفرقان : آية 74]


كتاب : كيف تطيل عمرك الإنتاجي.
المؤلف : محمد إبراهيم النعيم ( رحمهُ الله).
كتبه : أحمد خالد العتيبي.