كيف تجعل النبي ﷺ يدعو لك ؟

أحمد خالد العتيبي
@Ahmadarts9

 
بسم الله الرحمن الرحيم

إذا أردت أن يدعو لك النبي ﷺ فهناك العديد من الأعمال الصالحة التي دعا النبي ﷺ لفاعلها إما بالرحمة أو المغفرة أو البركة ونحوها، مما يميز هذه الأعمال عن غيرها، ودعاء النبي ﷺ مستجاب عند ربه عز وجل، ومن أهمها :

العمل الأول : الصلاة قبل العصر أربعاً .
الصلاة قبل العصر أربع ركعات سبب لنيل دعوة النبي ﷺ بالرحمة، قال ﷺ: (رحِم اللهُ امرأً صلَّى قبْلَ العصرِ أربعًا). رواه الترمذي (430) وأبو داود (1271)

العمل الثاني : الإمامة أو التأذين .
الإمامة والتأذين إحدى الوظائف الدينية الهامة في المجتمع الإسلامي، وقد دعا النبي ﷺ للإمام بالرشاد وللمؤذن بالمغفرة، ترغيبا في هذين العملين، قال ﷺ (الْإِمَامُ ضَامِنٌ ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ ، اللَّهُمَّ أَرْشِدْ الْأَئِمَّةَ ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ). رواه أبو داود (517) وصححه الألباني

العمل الثالث : أداء الحج .
أداء الحج وسيلة لنيل دعاء النبي ﷺ بالمغفرة ، قال ﷺ )اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْحَاجِّ وَلِمَنِ اسْتَغْفَرَ لَهُ الْحَاجُّ .(الجامع الكبير (1451)

العمل الرابع : طلب الاستغفار من الحاج .
فيه حث لطلب الاستغفار من الحاج أثناء أدائه مناسكه أو بعد رجوعه من الحج، وجعل طلب الاستغفار من الحاج سبب لنيل دعوة النبي ﷺ بالرحمة، حيث قال )اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْحَاجِّ وَلِمَنِ اسْتَغْفَرَ لَهُ الْحَاجُّ .(الجامع الكبير (1451)

العمل الخامس : حلق الرأس أو تقصيره بعد أداء النسك .
ولنيل ثلاث دعوات من النبي ﷺ بالرحمة والمغفرة احرص على حلق شعر رأسك بعد أداء النسك قال ﷺ: ) اللَّهُمُّ اُرْحُمِ الْمِحْلَقَيْنِ قَالُوا: يَا رَسُولِ اللهِ وَالْمُقَصِّرِينَ ؟ قَالَ:اللَّهُمُّ اُرْحُمِ الْمِحْلَقَيْنِ، قَالُوا: يَا رَسُولِ اللهِ وَالْمُقَصِّرِينَ ؟ قَال: اللَّهُمُّ اُرْحُمِ الْمِحْلَقَيْنِ، قَالُوا: يَا رَسُولِ اللهِ وَالْمُقَصِّرِينَ ؟ قَالَ: وَالْمُقَصِّرِينَ). رواه البخاري (1728) ومسلم (1301)

العمل السادس : الاعتناء بالأعمال الموجبة لشفاعة النبي ﷺ .
أولاً : سؤال الوسيلة لرسول الله ﷺ : قال ﷺ : (مَن قال حِينَ يَسمعُ النِّداءَ: اللهمَّ ربَّ هذه الدعوةِ التامَّةِ، والصَّلاةِ القائمةِ، آتِ محمدًا الوسيلةَ والفضيلةَ، وابعثْه مقامًا محمودًا الذي وعدتَه؛ حلَّتْ له شَفاعتي يومَ القيامةِ). رواه مسلم (384) والترمذي (211)
ثانياً : الصلاة على النبي ﷺ بعدد معين أو بصيغة معينة : قال ﷺ : (مَن صلى عَلَيَّ حين يُصْبِحُ عَشْرًا ، وحين يُمْسِي عَشْرًا أَدْرَكَتْه شفاعتي يومَ القيامةِ) . صححه الألباني في صحيح الجامع (6357)

العمل السابع : تعاون الزوجين على قيام الليل .
يحرص الإسلام على إقامة مجتمع مسلم يسود بين أفراده التعاون على الخير، ولا يأتي ذلك إلا من خلال صلاح أفراد الأسرة وبالأخص الزوجين، قال ﷺ : (رحمَ اللَّهُ رجلًا قامَ منَ اللَّيلِ فصلَّى، ثمَّ أيقظَ امرأتَهُ فصلَّت، فإن أبَت نضحَ في وجهِها الماءَ، ورحمَ اللَّهُ امرأةً قامَت منَ اللَّيلِ فصلَّت ، ثمَّ أيقَظَت زوجَها فصلَّى، فإن أبى نضحَت في وجهِهِ الماءَ). رواه أبو داود (1308) وصححه الألباني في صحيح الجامع (3494)

العمل الثامن : السماحة في البيع والشراء والاقتضاء .
يختلط الناس مع بعضهم البعض في مواطن عديدة، ومنها الأسواق، حيث البيع والشراء، ويتفاوت سلوكهم في مثل تلك المواطن لاختلاف أهدافهم، قال ﷺ : (رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشْتَرَى، وإذا اقْتَضَى).رواه البخاري (2076)

العمل التاسع : قول الخير والسكوت عن قول السوء .
قول الخير والسكوت عن قول السوء سبب لنيل دعوة النبي ﷺ بالرحمة، قال ﷺ : (رحمَ اللهُ عبدًا قال خيرًا فغَنِمَ أو سكَتَ عن سوءٍ فسلِمَ). حسنه الألباني في صحيح الجامع (3496)

العمل العاشر : الرفق بمن ولاك الله رعايته .
إن تحمل المسؤولية تشريف للعبد وتكليف، ولا يفطن إلى ذلك إلا من راقب الله عز وجل ولم يغتر بقوته ولا بدنياه، وأيقن بعدم بقائه وبمحاسبة الله له يوم القيامة، فكل راع مسؤول عن رعيته، قال ﷺ : (اللَّهُمُّ مَنْ وَلِي مَنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشِقَّ عَلَيْهُمْ فَاِشْقَقْ عَلَيْهِ، وَمِنْ وَلِي مَنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرِفْقَ بِهُمْ فَاِرْفَقْ بِهِ). رواه مسلم (1828)

العمل الحادي عشر: استغلال أول النهار .
استغلال أول النهار تنال به دعوة النبي ﷺ بالبركة، قال ﷺ : (اللهمَّ بارِكْ لِأُمَّتِي في بُكورِها). رواه الترمذي (1212) وأبو داود (2606). فينبغي للمسلم استغلال وقته فيما ينفعه، ومن أفضل الأوقات التي ينبغي عدم التفريط فيها هي أو النهار .

العمل الثاني عشر: رد المظالم قبل الوفاة.
إن من رحمة رسول الله ﷺ وشفقته بنا أن دلنا على ما ينجينا من عذاب الله عز وجل، وذلك بحثنا إلى المبادرة إلى رد المظالم وطلب الاستحلال من أهلها، قبل ألا يكون درهم ولا دينار، بل ودعا بالرحمة لمن بادر إلى ذلك .
قال ﷺ : (رَحِمَ اللهُ عبدًا كانت لِأَخِيهِ عنده مَظْلِمَةٌ في عِرْضٍ أو مالٍ فجاءه فاسْتَحَلَّهُ قبلَ أن يُؤْخَذَ وليس ثَمَّ دينارٌ ولا دِرْهَمٌ ، فإن كانت له حسناتٌ أُخِذَ من حسناتِه ، وإن لم تكن لهُ حسناتٌ حَمَّلُوا عليهِ سَيئاتِهم). رواه الترمذي (2419)

العمل الثالث عشر: حفظ وتبليغ حديث النبي ﷺ .
إن حفظ حديث رسول الله ﷺ وتبليغه للناس مما يحفظ به الدين وتقوم به الدعوة إلى الله عز وجل، قال النبي ﷺ : (رَحِمُ اللهُ امرأً سَمِعَ مَنِّيُّ حَديثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبْلِغَهُ غيرَه.. الحديث). صححه الألباني في التعليقات الحسان (67)

العمل الرابع عشر: استخدام المكيال والميزان النبوي .
يحتاج الناس إلى ما يضبطون به أمور معاشهم، ومن ذلك اتخاذهم موازين ومكاييل معروفة لديهم يضبطون بها مبيعاتهم ونحوها، ولقد دعاء النبي ﷺ بالبركة باستخدام المكاييل والموازين النبوية، قال ﷺ : (اللَّهمَّ بارِكْ لنا في مُدِّنا وصاعِنا، واجعَلْ مع البركةِ بركتينِ). رواه مسلم (1374) والترمذي (3914)

العمل الخامس عشر: حب سيدي شباب أهل الجنة .
من حكمة الله عز وجل وتقديره أن رفع قدر أناس وشرفهم، ومنهم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ودعا ﷺ لمن أحبهما أن يحبه الله عز وجل، قال ﷺ : (هذانِ ابنايَ وابنا ابنتِي، اللهمَّ إني أُحبُّهما فأحِبَّهما وأحبَّ مَن يُحبُّهما).رواه البخاري (3747) والترمذي (3769). لقد أعلى الله عز وجل منزلة الحسن والحسين حتى جعلهما سيدي شباب أهل الجنة وهما أهل لذلك .

من كتاب : كيف تجعل الخلق يدعون لك .
المؤلف : محمد بن إبراهيم النعيم (رحمه الله).

ـ اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ .