اطبع هذه الصفحة


اللحظة الحاسمة وعجائب الدعاء

أحمد خالد العتيبي
@Ahmadarts9

 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين الذي قال وقوله الحق: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). (الزمر :53) يقول صاحب القصة.

في إحدى الليالي المباركة من العشر الأواخر من رمضان كنتُ أصلي القيام أنا وأخي.. الذي يدخن مثلي، في أحدى المساجد بحي الناصرية بالرياض، وبعد التسليمة الثانية يستريح عادةً القائمون قليلاً لشرب الماء، أو القهوة، والشاي قبل مواصلة قيامهم، فسولت لي نفسي أن أخرج من المسجد لأشرب سيجارة، ثم أعود لمواصلة الصلاة، وأوحيت لأخي بما سولت لي به نفسي، فما كان منه إلا أن قال لي: ما رأيك بدلاً من الذهاب إلى السيجارة أن ندعو الله أن يعيننا على تركه، وأن نترك الدخان لله، خوفاً من عقابه، وطمعاً في رحمته، وأن نجتهد في الدعاء حتى نهاية القيام سائلين الله ألا يردنا خائبين هذه الليلة، وأن يكرمنا بالهداية.. فوقعت كلماته في نفسي موقعاً حسناً، ووجدت أذناً صاغية، وواصلنا القيام، وبعد نهايته أخرجت أنا وأخي ما تبقى من سجائر في جيوبنا وحطمناها أمام المسجد، وتعاهدنا ألا نشرب الدخان من تلك الليلة المباركة، وأن يعين كل منا الآخر على تركه كلما ضعف، وسولت له نفسه العودة إليه.


والحمد لله كانت لحظة حاسمة في حياتنا، لم نعد بعدها إلى التدخين بحمد الله وتوفيقه والآن أصبح لي أنا وأخي أكثر من سنتين لم نشغل فيها سيجارة واحدة، وعاد الصفاء إلى وجوهنا، وودعنا أمراض الصدر والبلغم والكحة، وانتهت بالنسبة لي رحلة عذاب عمرها عشرون سنة، وفرح الأهل والأصدقاء بما صنعناه.. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.


المصدر: كتاب تجارب دعوية ناجحة – عبد الرحمن بن محمد الفارس.

كتبه: أحمد خالد العتيبي.

 

 
  • قصص دعوية
  • مقالات
  • الصفحة الرئيسية