الكلام في المساجد في أمور الدنيا

د. راشد بن مفرح الشهري

 
بسم الله الرحمن الرحيم

 الكلام في المساجد في أمور الدنيا: ومن ذلك
 1ـ سؤال الضالة
 2ـ البيع والشراء
 3ـ عموم الكلام
 4ـ التعليم
5ـ بيان امور الدنيا وحلالها وحرامها

1ـ توطئة
 بنيت المساجد لغاية عظيمة جليلة وهي : ذكر الله تعالى.
قال الله جل جلاله : ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه )
فالغاية العظمى : ذكر اسمه سبحانه وعبادته فيها.

ـ باقي الأرض مساحة واسعة للأمور الدنيوية ومن هنا أبين حكم ما يلي:
 

1ـ سؤال الضالة في المسجد:
لا يجوز سؤال الشيء المفقود والضائع في المسجد ، صونا له عن أمور الدنيا.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ فِي مَسْجِدٍ ضَالَّةً فَلْيَقُلْ: لَا أَدَّاهَا اللَّهُ إلَيْك، فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا)..
العلة : لأن المساجد لم تبنِ لذلك.

2ـ البيع والشراء:
لا يجوز في المسجد سواءً حضوريا أو هاتفيا.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: (إذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَبِيعُ أَوْ يَبْتَاعُ فِي الْمَسْجِدِ فَقُولُوا: لَا أَرْبَحَ اللَّهُ تِجَارَتَك وَإِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَنْشُدُ فِيهِ ضَالَّةً فَقُولُوا: لَا رَدَّ اللَّهُ عَلَيْك). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ


 3ـ عموم الكلام:
ويمكن تقسيمه الى قسمين:
أ- القليل العارض
كالسؤال عن أحواله وأولاده ونحو ذلك ……لا حرج فيه.

ب- الاستطراد في الحديث عن الدنيا وأحوالها، غير ذكر الله تعالى ……فهذا مكروه لا ينبغي
لأن المساجد بنيت لذكر الله تعالى.

وهنا يشير العلماء لما:
أخرج الحاكم في المستدرك 4/359 بسنده إلى أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يأتي على الناس زمان يتحلقون في مساجدهم وليس همتهم إلا الدنيا ، ليس لله فيهم حاجة فلا تجالسوهم ، هذا حديث صحيح ولم يخرجاه . قال : الذهبي في التلخيص :صحيح.
وهذا الحديث نص في كراهية هذا الفعل المذموم لأن المساجد لم يؤمر ببنائها لهذا ، وإنما أمر برفعها لتعمر بذكره سبحانه وتعالى وتؤدى فيها الصلوات والطاعات والقُرُبات.

4ـ التعليم:
بيان امور الدنيا وحلالها وحرامها وأحكام ذلك ….مشروع
لا حرج فيه لأنه علم متصل بالثواب والعقاب وهي من أمور الآخرة.

 فعلينا جميعا تعظيم المساجد وصيانتها عن الحديث في غير ما بنيت له.
وأرض الله جل وعلا واسعة - الأسواق والبيوت وأماكن التجمعات والمناسبات - يتمتع الإنسان فيها بما أحل الله له من الكلام والتلطف والمزاح مع إخوانه وأصحابه
وتبقى قدسية المساجد محل تعظيم لأن ذلك من شعائر الله.

اللهم وفقنا لرضاك ووفقنا لهداك ووفق جميع المسلمين لما تحب وترضى.