أقرأ وأنسى فما هو الحل ؟

أحمد خالد العتيبي
@Ahmadarts9

 
بسم الله الرحمن الرحيم

الله عز وجل فطر الإنسان على النسيان، ومن ذلك سمي الإنسان إنساناً لكثرة نسيانه، والعلوم واسعة، والفنون متنوعة، والمعارف متشبعة، ومسائل الشريعة بحور، والحياة مزدحمة بالهموم، وطاقة البشر مقصورة، وخير الناس عليه الصلاة والسلام نسيَ في صلاته وقال: (إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون). متفق عليه.

فإذا ظهر ذلك جلياً أدركت أن من يقرأ العلم ثم ينسى شيئاً منه، ليس نقصاناً في شأنه، ولا ينقص ذلك من جلالته، كما أن ذلك لا يقنطه من مواصلة طلب العلم الشرعي، ولا ييأس من تحصيله. ولو كان ما يُقرأ ولا ينسى لما احتاج العلماء إلى مدارسة العلم وإدامة النظر فيه، والعكوف عليه، ومعاودة الإطلاع على ما يقرئ.

والنسيان في العلم أدعى لمدارسته، ليحصل طالب العلم ثواب العكوف عليه، ولو كان لا ينسى لما أصحبت لعبادة طلب العلم في حياته نصيب، وهذا من رحمة الله أن طالب العلم يتعبد الله بمراجعة وتكرار ما قرأ، لئلا ينسى، وهو بذلك يقوم بعبادة جليلة تكون له رفعة في الآخرة. فإذا قرأت ونسيت فلا تحزن على ما فاتك منه، فالعلم أودية وأنت حال مدارسته في العبادة.

المصدر: كتاب خطوات إلى السعادة – د. عبد المحسن بن محمد القاسم - إمام وخطيب المسجد النبوي.