- قطرات الماء تنحت الصخر..!!!..
- وخيوط الضوء المتحدة تخرق القرطاس..!!!..
الإلحاح والاتحاد يصنع المعجزات، وينفذ إلى المستحيلات...
نعم،، هو كذلك...
أين الماء في سلاسته ورطوبته، من الصخر في صلابته ويبوسته؟..
لكن القطرة تليها القطرة أذابت قساوة الصخر، وحطمت صلابته، فتركت أثرها نحتا،
شاهدا لانتصار الماء على الصخر... لما تتابع، فلم يقف، ولم ينصرف، ولم يمل...
من كان يفكر في ذلك؟..
الضوء شعاع الشمس، ينير الأرض، ويزيح
السواد، يتحد في نقطة، في وسط الزجاج، ليخرق القرطاس من ورائه ...!!!...
فأين هذا الجزيء اللطيف غير المحسوس، من جسم محسوس صلب، جوهره قائم؟!!.. كيف
أثر فيه، فنفذ في مادته، وخرق قلبه؟؟!!..
كم في الدنيا من أمثلة مضروبة، {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا
العالمون}..
لا شيء مستحيل.. مع الإلحاح والاتحاد...
----
.. ((..هل تبرأ الذمة بواحدة؟..))...
... {معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون}...
الأحوال متكررة.. والأخطاء متشابهة... والمواقف متماثلة...
الحدود واضحة... والحرمات بينة... والتجاوز عادة البشر، فمن يرعى حول الحمى
يوشك أن يرتع فيه.. والراتعون كثير...
وأهل الحراسة بالمرصاد، يمنعون تخطي الحدود... يقولون: الطريق من هناك، لا من
هنا...
كل يوم يقولون ذلك.. وكل يوم هناك من يتخطى... فماذا يصنعون؟..
هل تبرأ الذمة بواحدة..؟ ... أم لا بد من مرتين؟.. أم ثلاث..؟... أم بلا حد
ولا عدد؟...
{ قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا..}....
{ ثم إني دعوتهم جهارا* ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا* فقلت استغفروا
ربكم إنه كان غفارا..}...
... ليلا ونهارا.. سرا وجهارا... .. في الحراسة دائمون، وهم عليها محافظون..
لقد ضجر من إلحاحهم الراتعون: { قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من
المرجومين}...
كفى بهذا جوابا على السؤال...
فلا تنسوا هذا:
- قطرات الماء تنحت الصخر..
- وخيوط الضوء المتحدة تخرق القرطاس..
-------
تلك خاطرة الليلة...
وتصبحون على خير...