.........((.....حدثوا الناس بما
يعرفون.....)).....
قال يوسف بن ماهك:
"إني عند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، إذ جاءها عراقي فقال:
أي الكفن خير؟..
قالت: ويحك، وما يضرك؟..
قال: يا أم المؤمنين أريني مصحفك..
قالت: ولم؟..
قال: لعلي أؤلف القرآن عليه، فإنه يقرأ غير مؤلف..
قالت: وما يضرك أيَّه قرأت قبل، إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل،
فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام..
ولو نزل أول شيء: لا تشربوا الخمر؛ لقالوا: لا ندع الخمر أبدا..
ولو نزل: لا تزنوا، لقالوا: لا ندع الزنا أبدا..
لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب: {بل الساعة
موعدهم والساعة أدهى وأمر}، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده،
قال: فأخرجت له المصحف، فأملت عليه آي السورة". رواه البخاري في فضائل
القرآن، باب: تأليف القرآن 4/1910
شاهدنا من هذا الأثر قول عائشة رضي
الله عنها:
"إنما نزل أول ما نزل منه سورة من
المفصل، فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال
والحرام..
ولو نزل أول شيء: لا تشربوا الخمر؛ لقالوا: لا ندع الخمر أبدا..
ولو نزل: لا تزنوا؛ لقالوا: لا ندع الزنا أبدا".
قال ابن حجر في الفتح 9/40:
"أشارت إلى الحكمة الإلهية في ترتيب
التنزيل، وأن أول ما نزل من القرآن الدعاء إلى التوحيد، والتبشير للمؤمن
والمطيع بالجنة، وللكافر والعاصي بالنار، فلما اطمأنت النفوس على ذلك أنزلت
الأحكام، ولهذا قالت: ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندعها؛ وذلك
لما طبعت عليه النفوس من النفرة عن ترك المألوف".
ثم قالت استدلالاً لكلامها:
"لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه
وسلم وإني لجارية ألعب: {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر}، وما نزلت سورة
البقرة والنساء إلا وأنا عنده".
فسورة القمر قد نزلت بمكة، وليس فيها شيء من الأحكام، أما البقرة والنساء فقد
نزلت بالمدينة، وهي مشتملة على كثير من الأحكام كالقصاص والنكاح والطلاق
والحج والعمرة والمحرمات والمباحات.
--------
اعتمادا على ما سبق نقول:
إن للإسلام في واقع الحياة حالتان:
- حالة يكون فيها قويا حاكما، ليس للناس إلا الخضوع له، ولا يملكون إلا
التسليم.
- وحالة يكون فيها غريبا ضعيفا، من يتمرد عليه أكثر ممن ينصاع له.
والحالة الأولى، حالة القوة، هي التي يكون فيها سلطان الشريعة مهيمنا على
الأرض، مستعليا على شرائع البشر.
والحالة الثانية، حالة الضعف، عكس الحالة الأولى، تكون فيها الغلبة لأهل
الكفر.
وقد مرت شريعة الإسلام بهاتين الحالتين، ففي أول عهد الدعوة النبوية، وتحديدا
بمكة، كان جل الناس على الكفر، وكانت الغلبة لهم، والقلة على الإيمان، ومن ثم
كانت الشرائع النازلة مناسبة لهذه الحالة، فلم تكن إلا الدعوة بالحسنى،
والوعظ بالجنة والنار، فلم تنزل في هذه الفترة إلا الآيات المتعلقة بهذا
المعنى، وهي التي في السور المفصّل ق~ وما بعدها، أما الأحكام فقد تأخرت، فلم
يكن من الحكمة ابتداء الناس بالمنع والتجريم والعقوبة، لماذا؟.
لأن النافر، الذي ليس إليه سبيل، لا يستجلب إلى الإسلام بمثل ذلك، فبيده أن
يعرض وأن يعلن نفوره ونكيره على تحريم الأشياء، مثل الخمر والزنا، واستشناعه
للعقوبات المقدرة على فاعليها، من جلد وقتل ورجم، وليس في الإمكان إخضاعه
للحق، ولذا كانت الحكمة ألا يدعى من هذا السبيل، سبيل الحلال والحرام، بل من
سبيل آخر:
- سبيل التذكير بوجوب أن تكون العبادة لله وحده لا شريك له، وأن من الظلم
للنفس عبادة غيره سبحانه وتعالى، في الحديث: (أي الذنب أعظم؟، قال: أن تجعل
لله ندا، وهو خلقك).
- وسبيل التذكير بحقيقة الدنيا والآخرة، والموت والبعث، والجنة وما فيها من
النعيم الذي أعد للموحدين، والنار وما فيها من عذاب أعد للمشركين.
فهذه هي القضايا الكبرى في الإسلام، وهي الأوضح في الفطر والعقول، فالبدء بها
في الدعوة هو الحكمة لأمرين:
- أن النجاة الأبدية مترتبة عليها، فمن جاء بالتوحيد والإيمان بالله واليوم
الآخر مع العمل الصالح دخل الجنة ونجى من النار، ولو زنى أو سرق أو شرب
الخمر، وليس كذلك العكس، فلو سلم من هذه المحرمات، ثم أتى وهو لا يؤمن بالله
واليوم الآخر ومات مشركا فسبيله النار، لا يخرج منها، والمطلوب أولاً دعوة
الناس إلى ما فيه الخلاص من الخلود في النار، إذ هو العذاب الأكبر.
- أن الحكمة من إفراد الله تعالى وحده بالعبادة ظاهرة بينة، لا يجادل فيها
إلا معاند مخالف لمحكم العقول، أما الحكمة من إقامة الحدود على الجناة فقد
تخفى على من غلبت عليهم العاطفة، وقصرت عقولهم عن درك الخير الذي فيها،
فيردونها ولا يقبلون بها، بدعوى القسوة والوحشية، وفي مثل هذه الأحوال يجب
تأخير ذكر مثل هذه القضايا، حتى لا تكون سببا في النفرة، ولقطع الطريق على
دعاة الفتنة والتشكيك في الإسلام..
ولأن الإسلام دين إلهي منزل، والله تعالى يعلم من خلق، وهو اللطيف الخبير،
فقد أخر نزول هذه الأحكام إلى أمد، حتى يثوب الناس إلى الإسلام، ولو نزلت
ابتداء: لا تشربوا الخمر، لا تزنوا؛ لقالوا: لا ندع الخمر، ولا ندع الزنا؛
كما قالت عائشة رضي الله عنها..
فلما ثاب الناس إلى الإسلام نزلت الأحكام: الحلال والحرام، ومنها العقوبات،
فما كان أسرع استجابة الناس لها، وهذا مثل على ذلك، روى أنس قال:
"كنت ساقي القوم يوم حرمت الخمر في بيت أبي طلحة، وما شرابهم إلا الفضيخ
البسر والتمر، فإذا مناد ينادي قال: اخرج فانظر، فإذا مناد ينادي: ألا إن
الخمر قد حرمت، فجرت في سكك المدينة، قال: فقال لي أبو طلحة: أخرج فأهرقها،
فهرقتها" تفسير ابن كثير، قوله تعالى: {إنما الخمر والميسر…}
ونزل الحكم بالقصاص والجلد والرجم، فما وسعهم إلا القبول، بل الرضى، فقد جاءت
تلك الأحكام متفقة مع ما كانت نفوسهم تتمنى وترجو، بعدما تطهرت فدخلها
الإيمان، فالنفوس إذا آمنت أنكرت الجرائم الخلقية والعدوان والظلم، وطالبت
بالعدالة، ولو عليها..
فانظر كيف صاروا يحبون ويقبلون أحكام الشريعة، بعدما كانوا يرفضونها، هذا
التحول كان لأي شيء؟.
كان بسبب تشرب قلوبهم بالإيمان والتوحيد..
فهذا هو المطلوب إذن، ابتداءهم بأمور الإيمان والتوحيد، يتعلمونها،
ويفهمونها، ويدرسونها، حتى إذا ثابوا وفقهوا: عرفوا بما صاروا عليه من
السلامة في الفطر الحكمة من التحليل والتحريم والعقوبات المقدرة على اجتراء
الحدود..
وهذا بخلاف ما لو بدءوا بالتحليل والتحريم والعقوبات، فالنفور والإعراض
مصيرهم ولا شك.. وهذا ما لا يريده الإسلام، ولذا لما أرسل النبي صلى الله
عليه وسلم معاذا وأبا موسى الأشعري رضي الله عنهما إلى اليمن قال لهما:
(بشرا ولا تنفرا، يسرا ولا تعسرا).
ذلك ما كان في عهد النبوة في مرحلتيها: مرحلة الضعف، ومرحلة القوة والتمكين..
واليوم نحن نعيش حالة قريبة نوعا ما من حالة الضعف التي كان عليها المسلمون
في مكة:
أولئك كانوا ضعفاء في مجتمع صغير، هو مجتمع مكة، قد تكالب عليهم كفار مكة بما
لهم من عزة وسلطان، على حين غفلة وانصراف من القبائل الأخرى، والأمم الأخرى،
فالمعركة كانت منحصرة بين قريش بقسميها، المؤمنين، وهم القلة، والكافرين وهم
الكثرة.. وما حولهم ينظر ويترقب، والبقية لا تدري بالأمر..
والمسلمون اليوم على الرغم من كثرة عددهم إلا أنهم مستضعفون حقا، وهم قلة إذا
ما قورنوا بعدد عدوهم، وهم ضعفة إذا ما قورنوا بعتادهم، ولا أدل على هذا
الضعف، من تلك الاستهانة البالغة بدمائهم وأموالهم وأعراضهم، فهي مستباحة لكل
باغ، لا يمنعه من ذلك مانع..
فالعالم الكافر اليوم قد رمى المسلمين عن قوس واحد، اليهود والنصارى والهندوس
والمجوس وغيرهم.. وقد شن الكافر على الإسلام حربا في كل ناحية، أخطرها
الإعلام، الذي استغل استغلالا سيئا لتشويه الإسلام في عين من لم يسمع به،
فهو: دين الإرهاب والقتل والجلد والرجم، وهو يحرم البهجات واللذات والسعادات،
ويريد لأتباعه الفقر والقذارة والبؤس والشقاء..
هكذا يصورون الإسلام، مما صد كثيرا من الناس عنه..
ومما فعلوه أنهم حرصوا على تصوير الحدود، كالجلد والقصاص والرجم، ونشرها على
العالم، ليظهروا الإسلام ليس له هم إلا القتل والضرب وإهلاك النفوس…
وذلك غاية الكذب والتشوية..
فالإسلام لم يأت لمثل هذا، بل جاء لإخراج الناس من الظلمات إلى النور،
بالتوحيد ونبذ الشرك، بالعمل الصالح وترك العمل السيء، وهذا هو الأمر الأعظم،
وإنما تلك العقوبات أمر لا بد منه حين الحاجة، كالدواء المرّ لمن مرض، وقد
يحتاج الطبيب إلى بتر عضو أو كيه إبقاء على الجسد، فكذلك المجتمع يحتاج إلى
مثل هذه العقوبات إبقاء على سلامة أفراده..
وهذا مجرب، فكل بلد يطبق الشريعة، يعيش آمنا على عرضه وماله ونفسه، فقصاص
واحد كافٍ في ردع كثير من الناس عن القتل، وقطع يد سارق كافٍ في ردع كثير عن
السرقة، وجلد ورجم ولو لمرة كافٍ في ردع كثير عن الزنا، فكيف إذا صار المجتمع
خاليا من القتل والسرقة والزنا، أليس يعيش في أحلى أحواله؟.
وعلى الرغم من هذا البرهان إلا أن أعداء الإسلام يشوهون الإسلام بتقديم جانب
التحريم والعقوبات دون أن يقدموا جانب الحكمة فيها، دون أن يقدموا الجوانب
الأساسية الأخرى والقضايا الكبرى التي اعتنى بها الإسلام.
وإذا كان كي الطبيب وبتره للعضو الفاسد، ومدواته بالدواء المر لا يسوّغ تشويه
الطب وتقديم الطبيب على أنه رجل إرهابي، ليس له هم إلا الكي والبتر، وتجريع
الناس الدواء المر، لما في ذلك من التغافل عن الحسنات العظيمة للطبيب والطب،
ولأن فعله ذلك إنما هو من حسناته أيضا، فكذلك لا يجوز تقديم الإسلام على إنه
دين القتل والإرهاب، لأجل إقامته الحدود على الجناة، لما في ذلك من قلب
الحقائق، والتعمية عن حسنات الإسلام، بل والتعمية عن الحكمة والفضيلة الكامنة
وراء إقامة الحدود.
------
والمقصود هنا:
أنه إذا عرف ضعف الإسلام اليوم وغربته
في الأرض، فلا أظن إلا أننا نتفق على أن إشاعة ونشر صور الجلد والرجم
والقصاص، بحيث يطلع عليه غير المسلمين، ممن يجب التلطف في دعوتهم إلى
الإسلام، خطأ يقع فيه بعض من لم يقدر الأمور حق قدرها..!!!!!!!!..........
فإن من يفعل ذلك إنما يفعل ما يعين به على تشويه صورة الإسلام، فالناس اليوم
يعيشون في قرية كبيرة، وما يكون في طرف العالم يسمع به من في الطرف الآخر،
فالواجب أن تكون دعوة الناس بالتبشير لا بالتنفير، وبالترغيب لا بالترهيب،
بتعريفهم بالقضايا الكبرى في الإسلام:
توحيد الله تعالى بالربوبية والأولوهية، واليوم الآخر، الجنة والنار، ومحاسن
الأحكام والأخلاق..
أما نشر صور الحدود ونحوها، فمثل ذلك لم يأمر الله تعالى به، ولم يرشد إليه،
بل هو مخالف لمنهج النبوة في الدعوة إلى الإسلام بالحسنى وتعريف الناس وجوب
عبادة الله تعالى وحده، وترغيبهم في الجنة، وتخويفهم من النار، ويتسبب في
تنفير الناس من الإسلام، إذ لم يسمعوا عن الإسلام ولم يروا منه إلا أنه يقتل
ويرجم الزاني المحصن، ويجلد شارب الخمر، ويقطع يد السارق، فكيف لمن حياته لا
تقوم إلا على هذه المحرمات أن يتركها ويسلم؟!.
والله تعالى عندما قال: {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة
ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد
عذابهما طائفة من المؤمنين}..
فقد أمر بشهود عذاب الزانية والزاني طائفة من المؤمنين، ولم يشترط كل
المؤمنين، فضلا أن يرغب في إشهاده الكافرين، فلم يأمر بشهود الكافرين
لعذابهما.. وإنما أمر بعض المؤمنين بالشهود لا كلهم، لأن المقصود الزجر، وذلك
يكون في حق من آمن، أما الكافر فلم يؤمن أصلا، فهو محتاج إلى تعلم الإيمان،
لا شهود العقوبات..
إن الدعوة إلى الإسلام لا تكون بمجرد العاطفة، بل لا بد من اتباع الأدلة، فكم
من مريد للخير لم يبلغه، وكم من يريد الإحسان، وعمله كله إساءة، لذا وجب سؤال
أهل العلم، حتى يكون المرء على بصيرة من دينه، قال تعالى:
- {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا
من المشركين}..
- {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم باللتي هي أحسن إن ربك
هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين}..
ولأن هذه القضية من قضايا الإيمان والحكمة في الدعوة فقد نبه السلف إليها،
واتفقت كلمتهم على وجوب تحديث الناس بما يفهمون، فقد عقد الإمام البخاري في
كتاب العلم من صحيحه بابا قال فيه:
"باب: من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه، فيقعوا في أشد
منه"
ثم ساق سنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا عائشة! لولا قومك حديثٌ
عهدهم – قال ابن الزبير: بكفر – لنقضت الكعبة، فجعلت لها بابين: باب يدخل
الناس، وباب يخرجون). 1/59
ثم عقد بابا آخر قال فيه:
"باب: من خص بالعلم قوما دون قوم، كراهية أن لا يفهموا
وقال علي: حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله صلى الله عليه
وسلم". 1/59
وقال الإمام المسلم في مقدمة صحيحه:
"باب النهي عن الحديث بكل ما سمع
ثم ساق سنده إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "ما أنت بمحدث قوما
حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كانت لبعضهم فتنة".
وساق سنده إلى عبد الرحمن بن مهدي قال: "لا يكون الرجل إماما يقتدى به حتى
يمسك عن بعض ما سمع".1/11
وقال الإمام ابن كثير في تفسير قوله تعالى: {فذكر إن نفعت الذكرى}:
"أي حيث تنفع التذكرة، ومن هاهنا يؤخذ الأدب في نشر العلم، فلا يضعه عند غير
أهله، كما قال علي رضي الله عنه: ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم
إلا كانت فتنة لبعضهم؛ وقال: حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله
ورسوله".
وبهذا نتبين حقيقة المسألة، والدعوة إلى سبيل الله تعالى وإن كانت من الخير،
إلا أن من الفقه معرفة ما الذي ينبغي قوله هنا، وتركه هنا، فليس الفقيه من
يعرف الخير من الشر، إنما الفقيه من يعرف خير الخيرين، وشر الشرين، فيقدم
الخير الأعظم، ويؤخر الأدنى، ويرتكب الشر الأهون، يدرأ به الشر الأعظم..
والله أعلم