زعموا أن المرأة الشريفة تستطيع أن تحفظ نفسها بين الرجال إذا اختطلت بهم في
التعليم أو العمل..
وتلك خدعة كبرى..
فالشرف كلمة لاوجود لها حين يختلط
الرجال بالنساء إلا في القواميس..
هل يملك رجل أن يزعم أنه يملك هواه بين يدي امرأة يرضاها؟..
أم هل تملك امرأة هواها بين يدي رجل ترضاه؟..
وأين يكون الشرف إذا اختلى رجل قادر مغتلم بامرأة حاذقة متميعة؟..
ولو تعففت المرأة فهل ستسلم من أذى الرجل وتحرشاته وربما اعتداآته؟..
ولو فرضنا أنهما من أهل التقوى ممن يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويخافون يوم
الحساب، وقد حبسا شهواتهما بالإمس واليوم فهل سيصمدا في الغد؟..
هل سيكونا خيرا من الصحابة؟، وقد قال قائلهم وهو عبادة بن الصامت:
" ألا ترون أني لا أقوم إلا رفدا، ولا آكل إلا ما لوق، وقد مات صاحبي منذ
زمان، وما يسرني أني خلوت بامرأة لاتحل لي، وأن لي ما طلعت عليه الشمس، مخافة
أن يأتي الشيطان فيحركه" .
----------------------------
تلك حقيقة لا مرية فيها...
نعم التربية مهمة والقناعة مهمة.. لكن
لا يعني ذلك أبدا أن نرمي بأنفسنا إلى التهلكة...
الإسلام وهو الدين الذي يخاطب العقول بالحجة والبرهان، في ذات الوقت ينهى عن
الاختلاط بين الرجال والنساء، وينهى عن الخلوة، ويأمر بغض البصر... ويصف
النساء بأنهن فتنة..
إذن نحن بحاجة إلى الأمرين معا:
بحاجة إلى التربية والإقناع بأهمية الخلق والحفاظ على العفة..
وبحاجة إلى العزل بين الجنسين...
فإن الغريزة قوة جارفة، فكم من إنسان عقل وفهم أهمية الخلق، لكنه لم يملك
نفسه ولم يصبر عن الخطأ والفاحشة، وقادته غريزته إلى المهالك جراء اختلاطه
بالنساء ورؤيته لهن..
وكذلك كم من فتاة عاقلة فاهمة أدركت أهمية الخلق والعفة، لكنها ما ملكت نفسها
ولم تصبر عن الخطأ والفاحشة، وقادتها غريزتها إلى المهالك والسبب اختلاطها
بالرجال...
إذن لا بد أن نكون صادقين مع أنفسنا.. مهما كانت التربية عميقة إلا إن إزالة
الحاجز خطر كبير... والتجارب تثبت ذلك..
لكن الأمرين معا هو المطلوب..
وهذا نجده في المجتمع الأول، في القرون السابقة، خاصة القرن الأول، كان
الصحابة مثلا يتربون على الخلق والعفة، وفي ذات الوقت يعتزلون النساء، فلا
تجدهم في التعليم أو في العمل سواء.. بل كل على حدة...
وفي هذا رد على من زعم أنه لا خطر على الخلق والعفة إذا حصلت التربية
القويمة.. وقائل هذا أحد رجلين:
إما رجل مستغفل لم يكلف نفسه أن يفكر ويتأمل في حقيقة الغريزة الجارفة
الموضوعة في الإنسان..
أو رجل فاسد مفسد، يعرف حقيقة الأمر، لكنه يتكتم، ويريد أن يلبس على الناس
أمرهم، وهذا ليس له إلا قول الرب الجبار سبحانه:
{ إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا
والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون}..
رابط الموضوع للفائدة