قلبي على وجل.!!..
أضع يدي على قلبي، أطلب السكينة.. أتلو آياتها، ألتمس الطمأنينة..
كأني أركب سفينة، في بحر هائج يموج بها، يمنعها، يلعب بها، يحرف سيرها..
أرقب في الأفق أملا، وأخشى ليلا مدلهما، وصبحا فجره لا يبزغ.
عشنا في زمان، لا نخاف إلا الله، والذئب على الغنم..
عشنا في الأفراح، لا نعرف الأتراح.
في بيت متواضع من طين، نشأنا، وعشنا.. نأكل ما تيسر، لا نرى اللحم إلا في
الشهر مرة، وفي الأضحى.
نركب أحيانا، ونمشي دوما..
ننام بعد العشاء، ونصحو عند الفجر.. نسير مع الكون، في صبحه وليله..
الرجال ينطلقون إلى معاشهم، وفي الليل لباسهم..
والنساء سكن النفوس، وزهرات البيوت، مصونات..
إذا خرجن أفسح الطريق لهن.. عفيفات:
يخبئن أطراف البنان من التقى ***** ويخرجن جنح الليل معتجرات.
والأطفال يلعبون، بالتراب، والطين.. لعبهم يبتكرون، فرحهم دائم، وحزنهم
زائل.. على الحب يجتمعون.
لم نكن نفقه كثيرا من العلم، لكن الإيمان يعمر القلوب.. لا
تعرف إلا الصدق.
لم نكن نعرف طرائق علم النفس، ولا علم الاجتماع، ولم نسمع بالرقاة، ولا
أطباء النفس..
غير أننا عشنا في سكون وطمأنينة، لا نشكو ضجرا، ولا اكتئابا..
حياتنا مملوءة بالألفة، والمحبة، وسلامة الصدر، وصدق المودة، والعطف
والتراحم..
كنا فقراء: نعم.
لكن أغنياء، بالقناعة، والرضا، والتوكل على المولى..
بيوتنا الضيقة، ذات الغرفة، والغرفتين، والثلاث، في مساحة أرض
لا تتجاوز 100متر مربع، كانت في أعيننا واسعة، يقطنها عشرة، من غير تزاحم،
ولا ضيق.
نفوسنا المنشرحة، وقلوبنا الفرحة: وسّعتها، وكبّرتها، في أعيننا..
كان ذلك فيما مضى..
واليوم.. تغير كل شيء ؟؟!!..