دار التعليم ، والبيت، والمسجد.. كل هذه مدارس..
تقابلها مدرسة كبيرة هي: مدرسة الحياة: حياة الإنسان منذ الولادة، حتى
الوفاة، وما تمر به من أحداث.
المدارس..
يدخلها الإنسان بمحض إرادته، يطلب التعلم، والتبصر، وفهم مجريات الحياة، وسنن
العيش..
مدرسة الحياة..
يدخلها الإنسان بغير إرادته، وبالجبر والإكراه تعلمه، تبصره، تفهمه مجريات
الحياة، وسنن العيش..
فمن لم يتعلم في المدارس، تعلم قسرا في مدرسة الحياة..
في المدارس:
يجتهد الإنسان ليفهم، ويحتاج إلى استذكار كيلا ينسى.. لا بد له أن يحضر..
في مدرسة الحياة،
لا يحتاج للحضور، فهي حاضرة من غير إذن، أو طلب، أو رغبة، هي تفرض نفسها..
ولا يحتاج إلى جهد للفهم، ولا إلى استذكار لئلا ينسى، فدروس الحياة قاسية،
تنطبع في الإنسان:
في قلبه، وعقله..
وتُنسخ في:
قسمات وجهه، ونظرات عينيه، وملمس يديه
ورجليه، وبياض شعره، وانحناءة ظهره.. تنبـئ بما مرت به من دروس، وما مر بها،
وما تعلمه، وما علمته.. تخبر عن حياته كأنه كتاب مفتوح، مقروء بكل لسان..
دروس الحياة لا تنسى أبدا، هي مدرسة لمن تعلم في المدارس، ولمن لم يتعلم
فيها.
كثير من القضايا تدرس في المدارس، فلا تفهم، ولا تحفظ، ولا يؤبه لها.. عندما
تعرضها مدرسة الحياة، فتشرح فصولها، وتظهر دقائقها، فلا تترك حقيرة ولا جليلة
فيها إلا ببيان وتفصيل:
حينئذ يفهمها البليد، ويحفظها النَّسِيُّ، ويهتم بها الغافل والمعرض.
وإذا كانت دروس الحياة أتقن تعليما وتفهيما وحفظا، غير أنها لا تأتي إلا بعد
تبعات وتحملات، ومصائب ومآسٍ، تتعرى فيها الحقائق، ويزول عنها اللبس:
-
فيظهر الصديق على حقيقته، فتنتفي عنه الظنون السيئة، ويظهر العدو على حقيقته،
فتنتفي عنه الظنون الحسنة.
-
وتظهر الدنيا على صورتها كما هي، دون زخرف أو زينة، كعجوز شمطاء، لا كفتاة
يافعة.
-
وتبدو آثار الخطيئة والظلم سوءا، وبؤسا، وامتهانا لكرامة الإنسان.
تلك ضريبة دروس الحياة المنطبعة، الراسخة، التي تحتل مكانا لها في نفس
الإنسان لا تزول أبدا: كبد، وضنك.. جوع، وخوف..مرض، وسهر.. بكاء وضحك.. خسارة
وربح..
في المدارس تعلمنا الولاء والبراء: أن
المؤمنين بعضهم لبعض أولياء، وأن الكافرين لله وللمؤمنين أعداء.. قال تعالى :
-
{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم
أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول
وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي
تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل
سواء السبيل * إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم
بالسوء وودوا لو تكفرون}..
بعضنا صدق هذا العلم وأيقن به، ولأنه لم يخالط الكفار، ولم يسكن بينهم، فلم
ير منهم ابتسامة، أو وفاء بعهد، أو صدقا في الحديث، أو عونا، فلم يكن ثمة شيء
يعارض ما تعلمه، فبقي العلم على أصله، فلم ينسخه شيء.
وطائفة لم توقن بهذا العلم، ولم تفهمه، فردته وأنكرته،
والسبب:
-
أنها خالطت الكفار، وساكنتهم، سواء في بلادهم أو في العمل، فرأت منهم الوفاء،
والعون، والصدق، والجد، والبشاشة وحسن الخلق..
ولما قارنت بين ما تعلمته في المدارس، وعالجته بنفسها ولمسته عن قرب، قدمت
وآثرت تجربتها على علم المدارس، فأنكرت أن يكونوا أعداء، أو متربصين بسوء، أو
يخفون شرا وكيدا..
وعن النصوص التي تبين عداوة الكافرين للمؤمنين: بحثت لها عن تأويلات ومخارج،
وعن تفسيرات تتلاءم مع تجربتها الذاتية، رغبة منها ألا تقع في التناقض ..
وخطأ هذه الطائفة أنها لم تفرق في أمرين بين
حالين:
-
الأمر الأول: أن الكافر على صنفين:
- صنف
محارب: وهذا هو العدو، يتبرص ويكيد
للمؤمنين، والنصوص نهت عن اتخاذه وليا.
-
وصنف غير محارب: وهذا ليس بعدو، فلا
يتربص ولا يكيد، والنصوص جاءت بالقسط إليه.
قال تعالى: -
{لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ
يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ
تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
* إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ
وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ
تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ }.
-
الأمر الثاني: أن حال السلم غير حال
الحرب:
- ففي
حال السلم: يظهر الكافر الود،
والاحترام، والصدق، والوفاء، وحسن الخلق، لأجل المصلحة الدنيوية، وخوفا من
العاقبة، إذا كان للمسلمين شأن، وليس ذلك نابعا من أخوة وإخلاص حقيقي.
- أما
حال الحرب: فالكافر يظهر حقيقة ما في
قلبه، وإذا تمكن فإنه لا يرقب في مؤمن إلاّ ولا ذمة.
قال تعالى: -
{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من
دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي
صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون * ها أنتم أولاء تحبونهم ولا
يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم
الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور * إن تمسسكم حسنة
تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن
الله بما يعملون محيط}.
-
{إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم
أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون}
قد يحتج أحد أن هذا الكلام صادق في الكافر المحارب، أما غير المحارب فليس
كذلك، فيقال:
نعم الكافر غير المحارب، قد يكون أصدق، وأوفى، حال السلم، وربما كره حرب
المسلمين ورفضه، إذ لم ير فيه العدالة والصدق، ففي الكفار من يحبون القسط،
لكن ليس هذا هو محل النزاع:
إنما محل النزاع رد دعوى من يقول:
- إن
الكافر ليس عدوا بإطلاق، بل هو أخ صديق..؟؟!!.. هكذا بإطلاق!!..
- وأن
اختلاف الديانات لا توجب عداوة، ولا بغضاء، ولا قطيعة..؟!!..
كلا، ليس هو أخ ولا صديق، فمنهم العدو المحارب، ومنهم من ليس بمحارب، لكنه لن
يكون للمؤمنين أخا، إلا إذا آمن بالله واليوم الآخر، وصدق واتبع رسالة النبي
صلى الله عليه وسلم، وإلا لو قلنا: إنه أخ للمؤمنين؛ لم يكن ثمة فرق بينه
وبين المؤمن، وهذا باطل، لأن الله تعالى فرق بين المؤمنين والكافرين.
واختلاف الديانات توجب العداوة بلا ريب، فهذه سنة الله في خلقه، ومن ظن أن
اختلاف الديانات لا توجب عداوة، فعليه أن ينفي وجود الشر والشيطان من الأرض،
فإن قدر على ذلك صدقناه، وإن لم يقدر فإن وجود الشيطان ووجود الشر داع للخلاف
والعداوة والبغضاء، ولا بد..
إذا كان الشر يتأجج بين أهل الديانة الواحدة، فكيف بأهل الأديان فيما
بينهم؟..
ما دام الشيطان موجودا، فمن الوهم افتراض عالم بلا عداوات، في ظل اختلاف
الديانات والملل والمذاهب..
ومن رام نزع الشر من الأرض، فعليه أن يوحد الناس على ديانة واحدة، ولن يجد
أهل ديانة هم أكثر خيرا وأقل شرا من أهل الإسلام، لأنه الدين المنزل من عند
الله تعالى أولاً، ولأنه محفوظ من العبث والتبديل ثانيا، وهذان وصفان لا
يوجدان في غير الإسلام، وليس ثمة حكم أحسن للناس في قطع العداوة عنهم من حكم
الله تعالى بينهم، ولذا لما ينزل عيسى عليه السلام في آخر الزمان ليحكم
بالإسلام، فإنه ينزع الشر من الأرض، فلا يبقى له أثر.
عسر على تلك الطائفة التي تحسن الظن بالكفار
أن يفهموا حقيقة الكفر، وحقيقة الدنيا، وبعضها لم تسمع بالحقيقة أصلا، ولم
تقف على تفصيل حقيقة الكفار كما جاء في النصوص الشرعية، فمضت فيما هي فيه..
كانت المدارس تعلم الحقيقة، لكن يبقى ما تعلمه نظريا، وتجربة هؤلاء تشكك في
تلك الحقيقة، وترفضها، فكيف لهم أن يصدقوا كلام معلم، أو خطيب، أو داعية، أو
عالم:
أن الكفار يتربصون بالمسلمين، يكيدون لهم، يودون بهم شرا وسوءا، وهم يرون
منهم الاحترام والتوقير، والصدق، والوفاء.. ؟..
لأجله يقولون:
---
لا شك أنهم مبالغون.. أو هم منغلقون.. أو هم متزمتون.. أو يعيشون بعقول
القرون الوسطى..يدعون امتلاك الحقيقة المطلقة، ولا يعرفون للناس فضلا، ولا
كرامة، ولا علما..
أين هم مما قدمه هؤلاء الكفار للبشرية من خير: صنعوا، وأبدعوا، وقدموا وسائل
الراحة، والمتعة، والصحة؟..
وهم الذين شيدوا العالم بأحسن الأنظمة، ونشروا العلاقات بين الأمم، وجسور
التواصل، والتعارف.. كل هذا ليس له رصيد عن هؤلاء المتدينين، فيكون جزاؤهم
العداوة والبغضاء؟..
إنها العقول المتحجرة، المتخلفة، الناكرة للجميل.. إنهم أصحاب النظرة
الأحادية، وإلغاء الآخرين..!!..
---
والكفار يعجبهم أن يجدوا من المسلمين من ينظر إليهم هذه النظرة السامية،
فيزينون أنفسهم وأفعالهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، لكسب مزيد من الاحترام
وحسن الظن، لكن الكفر والشر قرينان متلازمان:
يأبى الشر، مهما اجتهدوا في ستره، إلا بالظهور، فتبدو منهم بدوات، وتلوح منهم
لوائح، تبين ما في صدورهم، وما تكنه نفوسهم، فتهتز قناعة أهل الظنون الحسنة،
فيكذبون أنفسهم، وما رأته أعينهم، من خيانة للمبادئ، ويعودون على أنفسهم
باللائمة، كحال الضعيف لما لم يقدر على إدانة القوي، رجع بالذنب على نفسه..
لكن الفضائح تزداد، والمساوئ تكبر، فتظهر العداوات صريحة، في الأفعال
والأقوال، ويرى هذا المسلم الغر الذي يحسن الظن بهم، كيف يكيل الكافر
بمكيالين، فإذا كان الأمر متعلقا بالمسلمين فالحكم عليهم، وإذا كان الأمر
متعلقا بالكافرين فالحكم لهم:
يسعى المسلمون للاستقلال بأرضهم وبلادهم عن الكافر المحتل، فيقف الكفار صفا
واحد ضد هذا الحق المشروع، ويمد المحتل بالسلاح والدعم، وتطوى سجلات حقوق
الإنسان، وتنسى مواثيق الأمم المتحدة في احترام إرادة الشعوب في الاستقلال،
وتتعامى الدول الكافرة عن جرائم الكافر المحتل.. (الشيشان مع روسيا).
وفي المقابل: تحرض طائفة من الكفار على الاستقلال عن بلد من بلاد المسلمين،
ويدعم هذا الطلب، ويشجع، ويمد بالمال والعتاد، ويقف الكفر برأسه مع هذا
الاستقلال، حتى يتحقق بالقوة، وبالإكراه..( تيمور الشرقية مع إندونيسيا).
ما هذه الازدواجية؟؟!!..
دولة تسعى إلى امتلاك السلاح النووي عيانا بيانا، وبتحد ظاهر، غير مبالية
بالمعترضين، ولو كانوا دولا كبرى، فيسكت عنها، ويترفق معها في الخطاب، ويعلن
أن الحل يكمن في الطرق الدبلوماسية لا في العسكرية.. (كوريا الشمالية)..
وأخرى لا تملك شيئا من ذلك السلاح، وبعد الفحص والبحث والتفتيش لم يجدوا فيها
شيئا يذكر، ومع ذلك فلا حل إلا الحرب والدمار، والسلاح موجود، ولو قلتم غير
موجود.. ولو لم يكن موجودا، فهو موجود؟!! (العراق).
ما هذا التحدي لعقول البشر، وما هذا العدل البالغ؟..
لا ريب أن هذه الدروس الحياتية، تبين لهؤلاء الغافلين المحسنين الظن
بالكافرين: أن ما جاء في القرآن والسنة، وما كانت تعلمه المدارس: مدرسة
المسجد خاصة؛ هي الحقيقة، وأن تجربتهم ما كانت إلا خديعة..
خدعوا بها، لأن المصلحة كانت في أن يخدعوا، لما لم يثقف الكافر المسلم، أما
حينما يثقف، فهو يفعل ما يشاء، ويقول ما يشاء..
{إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم
أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون}
العجب أن كثيرا من مثل هذه الخيانات الكافرة
للمسلمين تعج وتمتلئ بها كتب التاريخ، وما على الباحث إلا أن يقرأ تاريخ
المسلمين في حروبهم وعلاقاتهم بالكافرين، في تاريخ ابن جرير، أو ابن الأثير،
أو ابن كثير، ليجد كما هائلا من الأخبار التي تؤكد صدق خبر الله تعالى عن
هؤلاء القوم..
مع كل هذا لا زالت تلك الطائفة ترجو وتحسن الظن بالكافر، وتغالط نفسها، وترضى
أن تنكر وتحرف ما جاء في كتاب الله تعالى من أخبار صادقة عن الكفر والكفار،
فهذا هو العمى..
لكن الكافر يأبى إلا أن يخذل أولياءه، ويذلهم، فيرسخ حقيقة ما نطق به القرآن،
فيعتدي على المسلمين بغير حق، فيستبيح الأرض والمال والدماء والأعراض، فيفتح
الناس أعينهم على مجرمين فعلوا ما لا يفعله حر أبي..
وهذا هو الدرس الصعب، الذي يربي الناس ويعلمهم أن ما كانوا يسمعونه يلقى على
أسماعهم من آيات بينة، وأحاديث جامعة، ومواعظ صادقة، هي الحقيقة التي كان
ينبغي لهم أن يصدقوها، ويعملوا بموجبها، طلبا للسلامة، أو في أقل تقدير طلبا
في تقليل الخسائر..
فكلما كان المرء أعرف بالحقيقة، كانت فرصته في الترقب والتهيء والدفع والرد،
بل والهجوم أكبر، وتلك أمور تقلل من الخسائر، بخلاف النائم الغافل لا يزال
يكذب، ويعبث، ويسخر، حتى يأتيه تأويل الخبر حقيقة يراها بعينه، فإذا هو غير
مستعد للدفع عن نفسه، فيكون هو وماله وأرضه لقمة سائغة لمن لا يرقب فيه إلاّ
ولا ذمة، بل لا يرضى عنه إلا أن يتبع ملته.
وفي كلام النبي صلى الله عليه وسلم تمثيل لهذه الحقيقة، حيث قال:
(مثلي ومثل ما بعثني الله كمثل رجل أتى قوما فقال: رأيت الجيش بعيني، وإني
أنا النذير العريان، فالنجاء النجاء، فأطاعته طائفة، فأدلجوا على مهلهم
فنجوا، وكذبته طائفة فصبحهم الجيش فاجتاحهم)
وإذا كان من الدروس ما يمكن فيها التدارك والإصلاح، فإن منها ليس فيها تدارك
أصلا، وهذا هو الأشق، وبعضها يصعب تداركها، فكم رأينا أقواما من المسلمين
تسلط الكافر على رقابهم فما وجدوا حيلة لإزاحته لمدة طويلة، فكلما زادت
الغفلة ونسيان الحقائق، كلما كانت الخسائر كبيرة..
وفي مقابلها لن تعود الحقوق إلا بتضحيات تفوق الوصف، وما مثال المسلمين في
فلسطين مع اليهود إلا دليل على عظيم التضحيات المطلوبة لتحرير الأرض.
فعلى المسلمين أن يعوا جيدا قضاياهم، ويفهموا
حقيقتهم، وحقيقة عدوهم، وما أمرهم الله به، وأخبرهم، فمن دروس الحياة التي
تلقاها المسلمون في الآونة الأخيرة، أنهم وقفوا بأنفسهم على حقيقة عداوة
الكافر لهم، فهذا درس لهم ألا يتعجلوا برد وتأويل ما أخبر الله تعالى به، إذا
لم يوافق ما جربوه، فربما كانت التجربة خاطئة، بل ليكونوا مثل ما قال عيسى
عليه السلام.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( رأى عيسى بن مريم رجلا
يسرق، فقال له: أسرقت؟، قال: كلا، والله الذي لا إله إلا هو، فقال عيسى: آمنت
بالله، وكذبت عيني)..