~ لحظات مـع الأســتــاذ حسن ~

عبد الله بن سعيد آل يعن الله

يمر على الإنسان في حياته أمورا شتى من المواقف والعبر ، فأحيانا يتذكر الصحيح منها فيسترسل ويتمتع بلحظاتها ، وأحينا يتذكر السقيم فيتعوذ بالله من ذلك ويحاول أن ينسى أو يتناسى ..
وصفحات ذكرياتي مع من علمني في فترات تعليمي في المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية ، ممتلئة بالذكريات والمواقف ، فمنها ما علق في ذهني حتى الآن ، ومنها من محتها الأيام والليالي إلا أن الفكر والذات متأثر بحصاد ومخرجات أولئك ،، فجزاهم الله عني خير الجزاء..
ولعلي أقف مع أستاذي حسن عبود القحطاني رحمه الله الذي توفي في اليوم السابع من رمضان من العام التاسع والعشرين بعد الأربعمائة والألف ، فله مواقف ومعاني عالقة في الذهن لم ولن أنساها ، واسمح لي أن أذكر لك منها القليل ..
كان يتحفنا بابتسامته المشرقة الوضاءة حتى في الصباح الباكر أثناء الطابور الصباحي ، ويبهجنا بسلامه ومصافحته ، ويثري حصصه بالمادة العلمية التي يمزج معها الحرص والجد في إيصال المعلومة لدى طلابه..
إن ذكرى لأفعال هذا الرجل عالقة في ذهني منذ دراستي في السنة الثانية من المرحلة الثانوية إلى هذا اليوم ، فعشر سنوات لم تنسيني نبل أخلاق وأدب أبي حسام ، ولم تنسيني صدق وبلاغة نصحه في قلبي ، فأذكر شريطا أهداني إياه لكي ألخصه عن الجنة ، ثم بعد ما انتهيت منه قال لي : كيف وجدت الشريط .. قلت له جميل جدا .. قال : الأجمل أن تحدث نفسك بالجنة دائما ..
وفي السنة الأولى من الجامعة ، سمع رحمه الله من أحد المحاضرين وقد كان يسكن بجانبه، أنني استأذنت من المحاضرة بعذر حادث بسيط حصل على أخي ، ولم يمر ساعتين فقط إلا وهو في مجلسنا يسأل عن حال أخي ويطلب منا أن نسمح له في مساعدتنا ..
ولم أنس اتصاله علي وهو على فراشه مصابا بمرض السرطان ، لكي يسأل عن حالي وعن استقراري في المكان الذي تعينت فيه ، حتى أنه هنأني بالفوز والسعادة إن حملت رسالة التعليم بصدق وإخلاص ..

~ لم أستشعر آنذاك عن أسرار دافعه الذاتي في مثابرته واجتهاده لطلابه في المدرسة إلا بعد ما أيقنت بأن التعليم رسالة وليست مجرد مهنة فقط ~
أسأل الله أن يجمعني به وبك في الجنة..

وقفة ..
~ كنت أدرس داخل أسوار المدارس لكي أستفيد ، والآن انتقلت إلى مدرسة الحياة ~

عبد الله آل يعن الله
بريدة 26\\12\\1430هـ