السؤال :
إنني مبتلى بالذنوب ، فهل يُشرع لي أن نخرج صدقة على نية الكفّارة عن ذنوبي ،
كما لو أنّ إنساناً سَرَق و أراد أن فهل يُجزؤه أن يتصدق عن يده حتى لا
يحرقها الله بالنار يوم القيامة ، أو نظر إلى حرام فهل يُكفّر بالصدقة عن
عَينَيه ؟ و هكذا عن سائر أعضاء الجسم كي يُعتقها الله من النار .
الجواب :
إذا اقترف العبد ذنباً ممّا لا حدّ فيه ، و أراد أن يتوب منه ، فإنّ الله
تعالى يقبل التوبة من عباده ، و لا يُشترط لقبول التوبة سوى ما قرّره العلماء
من شروط ، و هي :
•
الإقلاع عن الذنب .
•
الندم على ما فات .
•
العزم على عَدَم العودة إلى الزنب من جديد .
•
إعادة الحقوق إلى أصحابها إذا كان الذنب متعلّقاً بحقوق العباد .
أمّا التصدّق بالمال فليسَ شرطاً لقبول التوبة ، و لكنّه من الأعمال الصالحة
التي وعد الله من قام بها بالأجر الجزيل المضاعف يوم القيامة ، فقال تعالى :
( مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ
حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَ
اللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَ اللّهُ وَ اسِعٌ عَلِيمٌ ) [ البقرة : 261
] .
أمّا الحدود و كفّارات الذنوب فهي توقيفيّة ، و ليس لأحدٍ أن يجتهد فيها
فيقرّر صدقةً أو غيرها على الذنب يقترفه العبد ما لم يكن ذلك منصوصاً عليه في
الكتاب و السنّّّّة ( ككفّارة الظهار ، و اليمين ، و القتل الخطأ ، و نحو ذلك
) .
و ما لم يرد الكتاب و لا السنّة بذكر كفّارة له تجبُّه التوبة الصادقة النصوح
إن شاء الله ، و نوصي أنفسنا و إخواننا بالإكثار من الأعمال الصالحة ( صدقات
و غيرها ) لأنّ ( الحسنات يُذهبنَ السيئات ) كما أخبر بذلك تعالى في كتابه
العزيز ، و لما رواه الترمذي بإسناد حسّنه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : « إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ
غَضَبَ الرَّبِّ وَتَدْفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ » ، و لقول النبيّ صلّى الله
عليه و سلّم لأَبِى ذَرٍّ فيما رواه أحمد و الترمذي بإسنادٍ قال عنه : ( حسنٌ
صحيح ) : « اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وَ أَتْبِعِ السَّيِّئَةَ
الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَ خَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ » .
و الله الموفّق ، و هو الهادي إلى سواء السبيل .