السؤال :
هل يجوز رفعُ علم فلسطين على المساجد أو المراكز الإسلاميّة التي تُجمعُ فيها
التبرّعات للانتفاضة ، علماً بأنّ رَفع العَلَم إنّما يكون بقصد التحريض على
البذل و العطاء ، و قد عارضَ هذا الفِعلَ بعضُ من اعتبره دعايةً للعلمانيّة ،
فإلى ماذا توجّهوننا جزاكم الله خيراً .
الجواب :
إنّ رفع الأعلام و الشعارات التي يُرمز بها إلى ملل الكفر ، أو دُوَله ، أو
أحزابه و جماعاته ، تعظيماً لها عملٌ كَفريٌّ مخرجٌ من الملّة ، سواءً رُفِعت
على المنازل أو المراكب أو غيرها ، و أشنع من هذا و ذاك رفعُها على المساجد .
و يُلحق بذلك رفع أعلامٍ و شعاراتٍ دالّة على الانتماء إلى الجاهليّات
المعاصرة أو القديمة ، أو تثري الحميّة الجاهليّة و تدعو لها ، و منها
الأحزاب العلمانيّة على تعددها ، و اختلاف أسمائها .
روى البخاري في الأدب المفرد و أحمد في مسنده بإسنادٍ صحيح عن أبي بن كعبٍ
رضي الله عنه ، أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلّم قال : ( إذا رأيتم الرجل
يتعزى بعزاء الجاهلية ، فأعِضُّوه بِهَنِ أبيه و لا تكنوا ) .
أمّا رفع أعلام البلدان المسلمة و راياتها فإن كانت لمجرّد التعريف بالبلد ،
كدلالة الراية الحمراء على الدولة العثمانيّة ، و السوداء على إمارة
أفغانستان الإسلاميّة ، و نحو ذلك فلا بأس به ، و إن كان في سكّان تلك
البلدان أفراد غير مسلمين ، إذ إنّ العبرةَ بالأصل .
و إذا رُفعَت رايةٌ يجوز رفعها أصلاً على مكانٍ عام ( مجمّع أو مركز أو مسجد
مثلاً ) لمجرّد الدلالة على المكان المخصص لممارسة نشاطٍ مشروعٍ كالدعوة إلى
الله و جمع التبرّعات لنصرة المسلمين و إغاثتهم و تجهيز غُزاتهم و كفالةِ
أيتامهم ، و ما إلى ذلك فلا بأس فيه إن شاء الله ، إذ إنّ الأعمال بالنيّات ،
و الأمورَ بمقاصدِها ، و الله أعلم .